روسيا تسعى بشتى الطرق للسيطرة على باخموت
- القوات الروسية تستعين بمقاتلين من مرتزقة “فاغنر” العسكرية الخاصة أثناء محاولتهم الاستيلاء على باخموت
تحاول القوات الروسية بشتى الطرق السيطرة على مدينة باخموت في إقليم دونيتسك في أوكرانيا، بعد أسابيع من القتال الدامي الذي أدى تدريجيا إلى إزدياد شراسة المقاومة الأوكرانية.
فعلى الرغم من تحقيق القوات الروسية مكاسب متزايدة في أنحاء المدينة، لكن الجيش الأوكراني لم يتراجع بعد، مما أدى إلى مواجهة تُذكر بالمعارك التي طال أمدها في مدن أخرى مثل سيفيرودونتسك خلال العام الماضي.
وسيعطي الاستيلاء على باخموت مؤشرا على بعض التقدم العسكري للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسيمنح قواته الفرصة لشن هجمات على المزيد من المناطق الحضرية في الغرب.
دور مرتزقة فاغنر
قالت تيتيانا إجناتشينكو، المتحدثة باسم الإدارة العسكرية الإقليمية في دونيتسك الأوكرانية، إنه لا يزال هناك حوالي 4500 مدني في باخموت، من بينهم 48 طفلا، وطالبت الناس بإخلاء المدينة بسبب الخطر.
لكن القوات الأوكرانية اعترفت بأنه أصبح من الصعب التمسك بالمدينة لأن الطرق المؤدية من الغرب تتعرض لضغوط من قبل القوات الروسية، التي تقدمت إلى شمال وجنوب المدينة.
وأكد الجيش الأوكراني أيضا أن القوات الروسية تستعين بمقاتلين من مرتزقة “فاغنر” العسكرية الخاصة لمحاولة الاستيلاء على المدينة.
أهمية باخموت
سيمثل الاستيلاء على المدينة نجاحا طال انتظاره للقوات الروسية وكذلك الحصول على قيمة إستراتيجية محدودة، فهي لديها طرق مهمة لأجزاء أخرى من منطقة دونيتسك.
وإذا تمكن الروس من الاستيلاء على الأرض المرتفعة إلى الغرب من المدينة، فستكون المدن الصناعية القريبة تحت سيطرة مدفعيتهم، ومن غير الواضح إلى أين ستعود القوات الأوكرانية تحديدا إذا انسحبت من المدينة.
وهو أمر مهم أيضا لـ “يفغيني بريغوجين” زعيم مرتزقة “فاغنر”، الشهير بلقب “طباخ بوتين”أو “سفرجي بوتين“، الذي كان حريصا على إظهار أن رجاله يستطيعون تحقيق انتصارات مع الاستيلاء على سوليدار والآن باخموت.
وقد زعم بريغوزين، في وقت سابق، أن قواته حاصرت باخموت تقريبا، ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن يأمر قواته بالانسحاب من المدينة.
وقال “سفرجي بوتين” في مقطع فيديو مصور في الضواحي الشمالية للمدينة، نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: “أناشد رئيس أوكرانيا، عزيزي فولوديمير زيلينسكي، حاصرت وحداتنا باخموت، ولم يتبق سوى طريق واحد”.
وختم رئيس فاغنر قائلا: “هم (الجنود الأوكرانيون) يقاتلون، لكن حياتهم قصيرة، ربما تستمر ليوم أو اثنين، اعطهم فرصة لمغادرة المدينة، لأنها في الواقع محاصرة”.
وفي المقابل، يقول الخبراء إن سقوط المدينة الأوكرانية من غير المرجح أن يغير الصورة العامة للحرب في شرق أوكرانيا بشكل كبير، حيث لم يطرأ تغيير يذكر على الأرض في عام 2023.