من أين تأتي شحنات الأسلحة الإيرانية وإلى أين يتم تهريبها؟
سارعت وسائل الإعلام الحكومية الصينية لدعم إيران التي نفت مصادرة البحرية البريطانية والأمريكية أسلحة إيرانية “كانت في طريقها لليمن”، الأمر الذي يدفع بالتساؤول عن غايات الصين من مساندة طهران في نفيها المنسّق واتهامها لوزارة الخارجية البريطانية والأمريكية بمحاولة صرف الانتباه عن تسليحهما لتحالف يشن حملة مدمرة ضد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران منذ 2015.
نفت إيران ما أعلنته البحرية البريطانية والأمريكية بشأن مصادرة أسلحة إيرانية على متن زورق تهريب كان متوجها على ما يبدو إلى اليمن ووصفت ذلك بأنه “مزاعم كاذبة”.
وقال الناطق باسم الوزارة ناصر كنعاني في بيان نقلته وكالة “إرنا” الإيرانية للأنباء “إن الدول التي تعد أكبر مصدري الأسلحة والمعدات إلى المناطق المضطربة في العالم، تحاول تضليل الرأي العام العالمي عن طريق المزاعم والاخبار الكاذبة”.
وأعلنت البحرية البريطانية أنها صادرت يوم 23 شباط/فبراير 2023 بمساعدة البحرية الأمريكية صواريخ مضادة للدبابات “إيرانية” ومكونات تستخدم في صناعة الصواريخ البالستية من على متن قارب في مياه الخليج خلال محاولة تهريبها.
وجرت عملية ملاحقة القارب وتوقيفه ومصادرة الأسلحة في منطقة تقع جنوب إيران، بينما كان المهربون الذين لم يتضح مصيرهم أو جنسياتهم يحاولون التقدم ليلا على طريق بحري عادة ما يستخدم لتهريب الأسلحة لليمن، كما اوضح المصدر نفسه.
مصادرة البحرية البريطانية للأسلحة الإيرانية ليست الأولى من نوعها، إذ هي العملية الثالثة من نوعها وفي أوقات متزامنة متناظرة تقريبا، حيث اعترضت البحرية البريطانية في 28 يناير و25 فبراير 2022، زوارق تهريب وعلى متنها أسلحة ومكونات تدخل في صناعة الصواريخ الباليستية للحوثيين.
أسلحة صينية ضمن الشحنات الإيرانية المصادرة
يقول خبراء لجنة العقوبات الدولية الخاصة باليمن في تقريرهم أن شحنة الأسلحة المضبوطة من البحرية البريطانية بتاريخ 25 فبراير 2022، “ضمت طائرة مسيرة من طراز Matrice 300 RTK، من صنع شركة DJI Enterprise في الصين، وهي عبارة عن طائرة صغيرة رباعية المراوح متوفرة تجاريا، وتفيد الشركة التي تصنعها بأنها توفر ما يصل إلى 55 دقيقة من وقت الطيران وأنها مجهزة بكاميرا عالية الاستبانة”.
أشار فريق الخبراء “إلى توثيق الرقم التسلسلي للطائرة المسيرة وكتب إلى الصين لطلب معلومات عن تسلسل عهدتها؛ ولكنه لم يتلق ردا بعد”.
وتابع: “حصل الفريق على إحداثيات تلك الرحلات ولاحظ أنها تتطابق مع مواقع قريبة من متنزه شيتغار في غرب طهران، بما في ذلك مجمع من المباني تم تحديده في مصادر مفتوحة باسم” حامية دستفاريه”.
وأضاف التقرير: “يُزعم أن المجمع يضم القوة الجوفضائية التابعة لفيلق الحرس الثوري الإسلامي وقيادة سلاح الجو المسير. ولا يستطيع الفريق أن يتحقق بصورة مستقلة مما إذا كانت الإحداثيات مستمدة بالفعل من أجهزة مراقبة الطيران، أو ما إذا كانت المباني تضم مرفقا تابعا لفيلق الحرس الثوري الإسلامي”.