لأسباب تتعلق بانتهاك حقوق النساء.. المساواة بين الجنسين هدف يتلاشى
من حينِ لآخر تُنادي أصوات حقوقية عديدة في أنحاء العالم بـ “المساوة” بين الرجل والمرأة، وهو هدف بات بعيد المنال؛ وفقًا لتوقعات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أعرب عن آسفه مؤخرًا إزاء تحقيق هذا الهدف.
فقبل أيام من اليوم العالمي للمرأة الذي يُصادف الـ8 من مارس في كلِ عام، قال غوتيريش في افتتاح أعمال الدورة الـ67 للجنة وضع المرأة لدى الأمم المُتحدة: “التقدم الذي تحقق خلال عقود يتلاشى أمام أعيننا”.
واستطرد: “في إطار هذه الظروف يبتعد تحقيق المساواة بين الجنسين أكثر وأكثر”، مشيرا إلى أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تتوقّع أن تتحقق هذه المساواة “بعد 300 عام إذا استمرت الوتيرة الحالية”.
لماذا يتبعد هدف المساواة بين الجنسين؟
وقبل يومين من “اليوم العالمي للمرأة” قال غوتيريش: “تتراجع حقوق النساء الجنسية والإنجابية، وفي بعض الدول، تتعرض الفتيات الملتحقات بالمدارس للاختطاف والاعتداء. في دول أخرى، تقع النساء الضعيفات فريسة للشرطة التي أقسمت على حمايتهن”.
مشيرا إلى الأوضاع في أفغانستان حيث استولت حركة طالبان على السلطة في آب/أغسطس 2021، قال غوتيريش “في أفغانستان، تم محو النساء والفتيات من الحياة العامة”.
استبعاد إيران من لجنة وضع المرأة
ولم يشر غوتيريش في كلمته إلى إيران التي استُبعدت في 14 كانون الأول/ديسمبر 2022 من لجنة وضع المرأة بمفعول فوري وذلك خلال تصويت في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، بعد ضغوط قادتها الولايات المتحدة على خلفية قمع السلطات الإيرانية الانتفاضة التي تقودها نساء في إيران منذ أيلول/سبتمبر.
وندّد الأمين العام للأمم المتحدة بنظام قائم منذ عقود على “الذكورية والتمييز والنمطية” في قطاعي “العلوم والتكنولوجيا” حيث لا تشكّل النساء سوى “ثلاثة بالمئة من الحائزين على جائزة نوبل”.
وحيّا الأمين العام الباحثتين الفرنسية “إيمانويل شاربانتييه والأميركية جينيفر دودنا اللتين شكّلتا أول فريق نسائي يفوز بجائزة نوبل للعلوم قبل ثلاث سنوات”، في إشارة إلى فوزهما بنوبل الكيمياء في العام 2020.
وأشار غوتيريش إلى أن “فرقا مؤلفة من رجال أحرزت الجائزة 172 مرة”.
وشدّد الأمين العام على وجوب التصدي للنظام الذكوري قائلا “أنا هنا لأؤكد بقوة ووضوح أن الأمم المتحدة تقف في كل مكان إلى جانب النساء والفتيات”.