روسيا تتعهد بإعادة اليورانيوم المُخصَّب إلى إيران إذا انهار الاتفاق النووي
عَلِمَت قناة Fox News الأمريكية، نقلاً عن مصادرها، أن إيران أبرمت صفقات سرية مع روسيا لضمان تسليم شحنات من اليورانيوم، تزامناً مع إفصاح الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع عن تكديس إيران ليورانيوم مخصَّب تقترب نسبة نقائه من صنع الأسلحة لبرنامجها النووي المزعوم.
وقالت مصادر استخبارات أجنبية، تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، وعلى دراية بالمفاوضات بين موسكو وطهران بشأن أنشطة الأسلحة النووية الإيرانية غير القانونية المزعومة، لموقع Fox News Digital، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على إعادة اليورانيوم المُخصَّب الذي حصل عليه من إيران إذا انهار اتفاق نووي محتمل ولم تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية أو تنفي هذه التقارير.
صفقات سرية بين روسيا وإيران
ويتمثل أحد المكونات الرئيسية للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة الاسم الرسمي للاتفاق النووي الإيراني في تخزين روسيا لليورانيوم الإيراني المُخصَّب، ويرجع سبب تخزين روسيا لليورانيوم إلى منع طهران من استخدام المواد لبناء قنبلة ذرية.
فيما تزعم مصادر استخباراتية أجنبية أنه: “في إطار الاتفاق بين البلدين، تعهدت روسيا بإعادة كل اليورانيوم المُخصَّب إلى إيران في أسرع وقت ممكن، إذا انسحبت الولايات المتحدة (من الاتفاقية النووية) لأي سببٍ من الأسباب”.
وقالت ريبيكا كوفلر، المحللة السابقة في وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية: “أرى أنه من المنطقي أن يوافقوا على هذا النوع من الصفقات الجانبية؛ بناءً على معرفتي بالعقيدة الروسية وتقاليد الدولة، يحاول الروس اللعب على كلا الجانبين. فمن ناحية، لا يريدون لإيران امتلاك سلاح نووي. ومن ناحية أخرى، يريدون المساعدة من إيران في حربهم مع أوكرانيا”.
كما أضافت ريبيكا: “تستفيد روسيا من كونها طرفاً في خطة العمل الشاملة المشتركة، ويكمن تكتيك روسيا في المماطلة والتلاعب بالجانبين. وهذا يمنح بوتين نفوذاً على كلا الجانبين، ويتيح له أيضاً الظهور بمظهر صانع صفقة. وتشير روسيا إلى أنَّ الولايات المتحدة تعتمد عليها”.
كما خلُصت إلى أنَّ “الروس يحاولون إرسال إشارات للإيرانيين بأنهم سيساعدونهم كما فعلوا مع برنامج إيران النووي المدني. وربما يرغبون، على الجانب الآخر، في الضغط على الولايات المتحدة لإتمام الصفقة. هذا ببساطة جزء من قواعد اللعب القياسية لبوتين لمحاولة التلاعب بخصومه”.
ويزود النظام الإيراني روسيا بتكنولوجيا الطائرات المُسيَّرة القاتلة المتطورة في حربها ضد أوكرانيا، فيما أُبرِمَت صفقة تخصيب اليورانيوم خلال زيارة بوتين لإيران في يوليو/تموز 2022. وعززت هذه المقايضة المزعومة بين النظامين الاستبداديين تحالفهما المتنامي.
وقالت المصادر الاستخباراتية إن “الرئيس بوتين الذي سافر في رحلة خاصة إلى إيران لمتابعة صفقات أسلحة بين البلدين، وافق على الطلب، على ما يبدو بسبب اهتمامه بتعويض الإيرانيين على مساعدتهم”. وأزيح الستار عن المحادثات حول الصفقات السرية بين موسكو وطهران خلال أغسطس/آب 2022، عندما كان النظام الإيراني يدعم جهود بوتين الحربية في أوكرانيا.
ووفقاً للمصادر، انتهز الإيرانيون حاجة بوتين الماسة للطائرات بدون طيار وطالبوا بـ”ضمان نووي” من شأنه تمكين طهران “من استعادة مخزونها من اليورانيوم بسرعة إلى مستويات التخصيب والكمية التي كانت لديها، قبل استئناف الاتفاقية”.