بيلاروسيا وإيران.. دولتان معزولتان تحاولان الصمود
زار رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، العاصمة الإيرانية طهران ووقع عددا من الاتفاقيات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، إيران وبيلاروسيا بدعم روسيا في غزوها لأوكرانيا، فتعتبر مينسك قاعدة خلفية للقوات الروسية، وطهران متهمة بتزويد موسكو بطائرات بدون طيار مسلحة لاستخدامها في الغزو.
البيان الختامي والمؤتمر الصحفي بين الرئيسين أغفلا الكثير من الخفايا التي يرى مراقبون أن أهمها التعاون الامني والطائرات المسيرة الإيرانية التي استهدفت وماتزال تستهدف البنية التحتية الاوكرانية، إضافة إلى أن التعاون الإيراني مع بيلاروسيا يمكن أن يصبح مسلكا للتهرب من العقوبات المفروضة على طهران.
دولتان معزولتان
بيلاروسيا وإيران، من أكثر دول العالم عزلة وتعرضًا للعقوبات بسبب أنشطتهما المتعددة في القمع والقتل وأحكام الإعدام والإرهاب الداخلي والخارجي، فضلا عن التدخل بالشؤون الداخلية للدول، وصولا إلى دعمهما للغزو الروسي لأوكرانيا بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
وتقبع طهران تحت العقوبات الأمريكية والأوروبية بسبب أنشطتها القمعية، وسياستها المبنية على القمع فضلا عن تدخلها في الشؤون الداخلية للدول لاسيما في العراق وسوريا ولبنان واليمن، إضافة إلى ملفها النووي الذي بات مأزقا يؤرق مضجع النظام.
وقبل أسابيع فرضت الولايات المتحدة، عقوبات على 9 شركات قالت إنها “متورطة في إنتاج أو بيع أو شحن منتجات بترولية بمئات الملايين من الدولارات إلى مشترين في آسيا”، وفقا لبيان وزارة الخزانة الأمريكية.
وتعد هذه العقوبات أحدث إجراء للإدارة الأمريكية بهدف محاولة الحد من قدرة حكومة طهران على جني الأموال من منتجات الطاقة الخاضعة للعقوبات حيث لا تزال جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني متوقفة إلى أجل غير مسمى، فيما تواصل إيران تزويد روسيا بطائرات بدون طيار تستخدمها في غزو أوكرانيا الوحشي.
بيلاروسيا تحت العقوبات
وأعلن الاتحاد الأوروبي في وقت سابق تمديد عقوباته على بيلاروسيا لعام واحد بسبب “استمرار القمع” الذي يمارسه نظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو ودعمه للحرب الروسية على أوكرانيا.
وأوضح المجلس الأوروبي الذي يمثل الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد أن العقوبات مددت حتى 28 شباط/فبراير 2024.
ومنذ آب/أغسطس 2020، فرض الاتحاد الأوروبي عدة حزم عدة من العقوبات على المسؤولين عن القمع السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان في بيلاروسيا.
ومنع الرئيس ألكسندر لوكاشينكو و194 شخصية أخرى قريبة من النظام من الإقامة في الاتحاد الأوروبي وتم تجميد أصولهم.
كذلك، فرضت عقوبات على 34 كيانا وحرمت أي تمويل أوروبي.
إيران تبحث عن حليف
طهران ترى اليوم أنه لا مهرب من العقوبات والضغوط الدولية من جهة والتزامها ببنود الاتفاق السرّي الذي توصّلت اليه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تموز الماضي من جهة أخرى.
إضافة إلى الضغوط المتعلقة بالملف النووي خاصة مع اقتراب الاجتماع الربع السنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرّية.