مخاوف عالمية من استغلال اليورانيوم من قبل الجماعات الإرهابية
مخاطرُ كبيرة حذّرت منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أعقاب فقدان نحو 2.5 طن من اليورانيوم الطبيعي من موقعٍ في ليبيا، لا تُسيطر عليه الحكومة، وذلك قبل أن يعلن الجيش الوطني الليبي أن اليورانيوم المفقود تم العثور عليه الخميس، على بُعد 3 كيلومتر من المستودع الذي كان مُخزنًا به.
لكن هذه الواقعة بشكلٍ عام، دفعت الخبراء للتسائل عمّا إذا كانت الجماعات الإرهابية المُسلحة بمقدورها استغلال اليورانيوم في صناعة قنابلٍ نووية؟، وما هي الأضرار التي يُخلفها اليورانيوم على صحة الإنسان والبيئة؟، خاصة وأنّه عنصر مُشع قابل للانشطار.
الإرهابيون واليورانيوم
وفي هذا الصدد، ووفقًا لبعض التقارير العالمية، فإن اليورانيوم بات يحتل الصدارة في نطاق التسلح ووسائل القتال، وبات يدخل في إنتاج الأسلحة النووية، وهو ما بات يُقلق على نحوٍ كبير المُجتمع الدولي، خشية استغلاله من قبل الجماعات الإرهابية بمناطق النزاع والحروب والصراعات.
ولفت الخُبراء إلى أن بإمكان الجماعات الإرهابية والمجرمين امتلاك سلاح نووي عبر سرقة اليورانوم غير المؤمن بشكل كافي، وهو الأمر الذي يتطلب آمانًا كافيًا لمواقع تخزين اليورانيوم، وهو ما لم يحدث في ليبيا التي فقدت أطنانًا من هذه المادة المُشعة داخل موقع غير تابع للحكومة.
ومن المرجح أن تحدث التهديدات الإرهابية الإشعاعية بسبب العدد الأكبر نسبيًا من المواد المشعة المستخدمة تجاريًا ومئات المنشآت النووية في جميع أنحاء العالم، فإن الإرهاب النووي يشمل أسلحة الدمار الشامل بينما الإرهاب الإشعاعي قد يشمل أسلحة الدمار الشامل.
كتاب “Nuclear Terrorism and Global Security”
استغلال الجماعات الإرهابية لمادة اليورانيوم، شغّل بال الكثير من الكُتاب والمؤلفين، ففي كتاب “Nuclear Terrorism and Global Security: The Challenge of Phasing out Highly Enriched Uranium” للمؤلف Alan J. Kuperman، بحث التحديات العالمية أمام مخاطر استخدام مادة اليورانيوم من قبلِ الإرهابيين في صُنع القنابل الذرية.
فمن ناحيتها – وبحسبِ الكتاب – أثبتت الجماعات الإرهابية كتنظيمِ القاعدة أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية. حيث يتم تهريب أطنان من اليورانيوم المُستخدم في صنع القنابل.
وفي حال حصل الإرهابيون على جزء قليل من هذا اليورانيوم، فيمكنهم بناء سلاح نووي، مثل الذي أسقط على هيروشيما وقتل عشرات الآلاف حينها.
وفي هذا المُجلد، تم تسليط الضوء على دروس النجاحات السابقة للقضاء على تجارة اليورانيوم المُستخدم في تصنيع القنابل.
أضرار بيئية
أما فيما يخص الأضرار البيئية، ولأن اليورانيوم مادة مشعة شديدة التفاعل، فوجود مخلفات اليوروانيوم يزيد بالفعل من قلقِ السكان، كونه يمتزج مع الغبار الموجود في الجو، وكذلك في المياه والأرض والنباتات.
وباستخدامه من قبل الجماعات الإرهابية، يُشكل ذلك اعتداء على الحق في البيئة النظيفة الصحية الخالية من مُخلفات وشوائب الأسلحة، وبالتالي اعتداء جسيم على حق من حقوق الإنسان، كون تضّر صحته بشكل كارثي.
أيضًا، تعدين اليورانيوم له تأثيرات واسعة النطاق، حيث يلوث البيئة بالغبار المشع، وينقل السموم عبر المياه.
كما يُشكل اليورانيوم الخطوة الأولى في توليد كل من الطاقة النووية وكذلك الأسلحة النووية، حيث تنتج محطات الطاقة النووية انبعاثات مشعة وتنتج نفايات نووية، تخلق حوادث كارثية مماثلة لتشيرنوبل.
أضرار اليورانيوم على الإنسان
أضرار وخيمة يُخلفها انتشار اليورانيوم على صحة الإنسان، تتمثل في إضعاف وظرائف الكلى عن طريق التسبب في تلف خلاياها، فضلًا عن إصابة الإنسان بالسرطان جراء التعّرض له وتحديدًا سرطان الرئة والعظام، كما يضر تسّرب هذه المادة بالجهاز البولي، والمخ.
أيضًا من بين الأضرار الخطيرة التي تُهدد صحة الإنسان على وقع انتشار اليورنايوم، هي إصابة الكبد والتأثير على وظائفه، وكذلك أثبتت الدراسات الطبية عن تسببّه في أضرارٍ بالبشرة، وتعريض جهاز المناعة لأضرار كبيرة، وإصابة القلب والأوعية الدموية.
مّما يتكون اليورانيوم؟
وفي هذا الإطار، يتكون اليورانيوم بصفة عامة، من خليط من نظيرين أساسيين هما: يورانيوم 235 بنسبة 0,71% وهو عنصر مشع قابل للانشطار، بالإضافة إلى يورانيوم 238 بنسبة 99,28% وهو عنصر خامل، بما يعني أنه لو كان لدينا مثلاً 100 غرام من اليورانيوم الخام فإن نسبة يورانيوم 235 تعادل 700 ملليغرام فقط، أما يورانيوم 238 فنسبته أكثر من 99 غرامًا.
أين نجّد اليورانيوم؟
ويوجد اليورانيوم في جميع أنواع الصخور والتربة والهواء، وهو قابل لإعادة الانتشار في البيئة عبر التعرية بالماء والرياح، ويمكن أن تتسرب كميات أكبر منه إلى البيئة.
ويُعد معدنًا ثقيلًا اكتشفه الكيميائي الألماني مارتن كلابروت عام 1789، وسمي نسبة إلى كوكب يورانوس الذي كان قد اكتشف قبل 8 سنوات حينها.
ويوجد اليورانيوم في الطبيعة، مثل معادن أخرى كثيرة، بصور وأشكال تسمى “النظائر” وهي ذّرات متلاصقة أشبه بالتوائم تختلف فيما بينها في الوزن الذري وهو مجموع عدد البروتونات والنيوترونات في الذرة.