تنديد أوكراني بزيارة بوتين لماريوبول
ندد مجلس مدينة ماريوبول، الأحد، بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المدينة الساحلية التي سيطرت عليها قوات موسكو العام الماضي بعد حصار استمر أشهرا.
وقال مجلس المدينة على حسابه في تلغرام إن “بوتين زار ماريوبول المحتلة.
من ناحيته، نشر مستشار وزير الداخلية الأوكراني، أنطون غيراشينكو، على حسابه الرسمي بموقع “تويتر” صورتين لبوتين، لمّح فيهما إلى أن بوتين لا يثق بأعضاء مجلس أمنه القومي.
وتساءل المسؤول الأوكراني: هل بوتين خائف من مسؤوليه أكثر من “سكان ماريوبول”، وضعًا كلمة السكان بين مزدوجين، وهو على ما يبدو يشكك بهذا المصطلح الذي ساقته وسائل الإعلام الروسية الرسمية.
Two photos: "Putin" at his Security Council and "Putin" in Mariupol.
Is he scared of his officials more than of Mariupol's "residents"? pic.twitter.com/qyufeOb9Ch
— Anton Gerashchenko (@Gerashchenko_en) March 19, 2023
وكان يبدو في صورة اجتماع مجلس الأمن القومي الروسي أن بوتين جلس على مسافة بعيدة من أعضاء المجلس، بمن فيهم نائب رئيس المجلس، ديميتري ميدفيديف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
في المقابل، كان بوتين يقف على مسافة قريبة من سكان ماريوبول.
زيارة في اللحظة الأخيرة
من جهته قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر في اللحظة الأخيرة التوجه إلى ماريوبول بعد زيارته السبت، شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، مشددا على الطبيعة “العفوية” لرحلته.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن أول زيارة للرئيس الروسي لماريوبول “كان كل ذلك عفويا”. مؤكدًا أن “تنقّلاته في المدينة لم يُخطط لها أيضا”.
وعلّق بوتين على مزاعم زرع القوات الأوكرانية للألغام في المنشآت الطبية في ماريوبول بالقول: “الإنسان الطبيعي لا يتصرف هكذا”، فيما وعد بتوسيع المناطق السكنية في المدينة.
المكتب الصحافي للكرملين أكد أن بوتين تفقد عددًا من مرافق المدينة، وتحدث مع السكان المحليين، مشيرًا إلى أنه وصل إلى مدينة ماريوبول على متن مروحية، ثم قاد سيارة مر بها بعدة مناطق في المدينة، توقف فيها، وتحدث الرئيس الروسي في حي “نيفسكي” مع سكان المدينة، وبدعوة من إحدى العائلات، زار بوتين منزلها.
وأبلغ نائب رئيس الوزراء الروسي، مارات خوسنولين، الرئيس بالتفصيل عن التقدم المحرز في أعمال البناء والترميم في المدينة وضواحيها.
مجرم حرب
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، مذكّرة توقيف بحق الرئيس الروسي بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
وقالت المحكمة إن مذكّرة التوقيف جاءت على خلفية “جريمة الحرب المفترضة المتمثّلة في الترحيل غير القانوني لأطفال من المناطق المحتلّة في أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية” منذ بدء الغزو.
ورُحِّل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا منذ بدء العملية العسكرية في 24 فبراير 2022، وفق كييف، ووُضِع كثير منهم في مؤسّسات ودور رعاية.
ورفض الكرملين قرار المحكمة، واصفًا إياه بأنه “باطل” لأن روسيا ليست طرفًا في الجنائية الدولية.
في المقابل، رحّبت أوكرانيا التي مزّقتها الحرب بإعلان المحكمة، واعتبر رئيسها فولوديمير زيلينسكي أن القرار “تاريخي”.
ماريوبول المدمرة
تعرضت مدينة ماريوبول لقصف روسي في اليوم الأول من الحرب (24 فبراير 2022)، ثم تعرضت لحصار مع بداية مارس قبل أن تسقط في أيدي القوات الروسية في أواخر أبريل من ذلك العام.
وتعد المدينة المطلة على بحر آزوف المتفرع من البحر الأسود، أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لروسيا في الحرب.
اعتبرت روسيا أن ماريوبول أصبحت جزءا من أراضيها بعد أن ضمتها إليها إثر الاستفتاء الذي جرى في سبتمبر 2020.
شارك في الاستفتاء سكان 4 مناطق أوكرانية تسيطر عليها روسيا منذ بدء الحرب.
أهميتها الاستراتيجية من موقعها الجغرافي، ففيها أكبر ميناء على بحر آزوف ، في أبريل 2014، أصبحت المدينة جزءا من جمهورية دونيتسك الانفصالية (المعلنة من طرف واحد)، قبل أن تستعيدها السلطات الأوكرانية في يونيو من العام ذاته نتيجة عملية هجومية خاضتها قوات الجيش النظامي وأفراد كتيبة آزوف.
منذ ذلك الوقت، باتت ماريوبول مركزا عسكريا وسياسيا مهما للسلطات الأوكرانية على خط التماس بين طرفي النزاع المسلح في دونباس، لكنها سقطت في النهاية في أيدي الروس.