“احتجاجات فرنسا”.. اعتقال 80 متظاهراً وإصابة 123 شرطياً
حافظت التعبئة احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد في فرنسا على زخمها الكبير الخميس بعد أسبوع على إقراره من دون تصويت في الجمعية الوطنية، فيما اتسم يوم التحرك التاسع هذا بارتفاع منسوب العنف في الشارع وأعلن عن تواصل التحرك الأسبوع المقبل.
يوم التحرك الوطني وهو التاسع منذ كانون الثاني/يناير لكنه الأول منذ لجأت الحكومة الفرنسية إلى بند دستوري خولها تمرير المشروع من دون تصويت في 16 آذار/مارس، جمع في أكثر من 300 مدينة 3,5 ملايين شخص بحسب نقابة “سي جي تي” CGT و1.08 مليون بحسب الشرطة.
وشهدت باريس عددا قياسيا من المتظاهرين فيما التعبئة ارتفعت على مستوى البلاد مقارنة بيوم التحرك الثامن في 15 آذار/مارس عندما نزل 480 ألف شخص إلى الشوارع في أرجاء فرنسا بحسب تقديرات وزارة الداخلية. وتحدثت النقابات عن مستوى مماثل لذلك المسجل في 7 آذار/مارس.
إلا ان المشاركة لم تصل إلى مستوى قياسي.
وفيما أمل مصدر مقرب من الحكومة أن “تتلاشى “الحركة الاحتجاجية وأن “تعود الأمور إلى نصابها في عطلة نهاية الأسبوع”، دعت النقابات الفرنسية إلى يوم عاشر من الاضرابات والتظاهرات الثلاثاء المقبل.
سحب الإصلاح
وأكدت هذه النقابات “فيما تسعى السلطة التنفيذية إلى طي الصفحة، يثبت هذا التحرك العمالي والنقابي المتواصل والمسؤول تصميم أوساط العمل والشباب على التوصل إلى سحب الإصلاح”.
وشددت على ان التظاهرات والاضرابات والتوقف الجزئي عن العمل تشكل “ردا” على “التعنّت غير المفهوم” للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معتبرة أن الحكومة “تتحمل مسؤولية الوضع المتفجر” مع تكاثر أعمال العنف.
ومساء أعلن وزير الداخلية جيرار دارمانان إصابة 123 دركيا وشرطيا الخميس وتوقيف أكثر من 80 شخصا.
واعتبرت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن أن “أعمال العنف والتخريب” التي تخللت التظاهرات “غير مقبولة”.
وكتبت في تغريدة “التظاهر والتعبير عن المعارضة حق. لكن العنف والتخريب اللذين شهدناهما اليوم غير مقبولين” معربة عن “شكرها للقوى الأمنية وفرق الإسعاف”.
قبيل انطلاق الموكب الباريسي، قال الأمين العام لنقابة “سي اف دي تي” الإصلاحية لوران بيرجيه إنه لاحظ “تحسنا في التعبئة” ودعا إلى عدم اللجوء إلى العنف فيما تأخذ الحركة الاحتجاجية منحى أكثر تشددا.
ورأى نظيره في نقابة “سي جي تي” فيليب مارتينيز وهو يقف إلى جانبه أن الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون “ألقى صفيحة بنزين على النار” خلال مقابلة أجراها الأربعاء حافظ فيها على موقفه الحاد أحيانا، مجددا التأكيد على “ضرورة” اعتماد هذا الاصلاح.
وأشار مارتينيز إلى أن النقابات وجهت قبل أسابيع رسالة إلى رئيس البلاد للفت انتباهه إلى “الوضع المتفجر” في البلاد.
يوم أسود
وأثرت الاحتجاجات بشكل كبير على حركة السكك الحديد وقطارات الانفاق في باريس إذ كانت النقابات دعت إلى “يوم أسود” في هذا القطاع.
وقالت وزارة التحوّل الطاقوي لوكالة فرانس برس أن حصول منطقة باريس ومطاراتها على مادة الكيروسين “بات مهددا” بسبب الاضراب في المصافي.
وأشارت إلى أن الحكومة أصدرت مراسيم لإرغام المضربين على معاودة العمل في مصفاة توتال إنرجي في منطقة نورماندي التي توقف العمل فيها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
وتأثر السياح بإقفال برج إيفل وقوس النصر وقصر فرساي.
وتعدّ فرنسا من الدول الأوروبية التي تعتمد أدنى سنّ للتقاعد ولو أن أنظمة التقاعد غير متشابهة ولا يمكن مقارنتها تماماً.