إسرائيل تشهد أسوأ أزمة سياسية وقضائية منذ سنوات طويلة
دعا رئيس الاتحاد العام لنقابات العمّال في إسرائيل إلى “إضراب عام” فوري ردا على مشروع الإصلاح القضائي المقترح من قبل الحكومة والذي يثير احتجاجات واسعة في البلاد.
وقال أرنون بار-دافيد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمّال “هستدروت” في كلمة متلفزة “أدعو إلى إضراب عام (..) بعد هذا المؤتمر الصحافي ستتوقف الحركة في دولة إسرائيل”.
وأضاف “لدينا مهمة، علينا وقف هذه العملية التشريعية وسنقوم بذلك” متعهدا “مواصلة الاحتجاج”.
بعيد تصريحات بار-دافيد، أعلنت النقابات الطبية في إسرائيل عن “إضراب شامل في قطاع الصحة” سيكون له تأثير حتمي على كل الخدمات الطبية.
ومن المتوقع أن يوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كلمة للأمة في وقت لاحق الإثنين.
وتشير التوقعات إلى أنه يتجه لوقف التعديلات التشريعية التي تثير جدلا. وجاءت الدعوة إلى الإضراب العام بعد ساعات من نداء للرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ لوقف فوري للإصلاحات القضائية بعد تسجيل صدامات بين متظاهرين والشرطة في تل أبيب الليلة الماضية احتجاجا على إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه.
هذا وقالت وسائل إعلام إسرائيلية أنه سيتم تعليق الرحلات من مطار بن غوريون في تل أبيب وسط الاحتجاجات على التعديلات القضائية.
وجاءت إقالة الوزير بعد دعوته السبت إلى تجميد الإصلاحات القضائية لخشيته على أمن إسرائيل.
وأكد هرتسوغ “باسم وحدة شعب إسرائيل (..) أدعوكم إلى الوقف الفوري” للمسار التشريعي الذي يثير انقسامات في البلاد.
ويهدف مشروع الاصلاح الذي اقترحته حكومة نتانياهو، وهي من أكثر حكومات إسرائيل يمينية، إلى زيادة سلطة أعضاء البرلمان على القضاء.
ويرى نتانياهو وحلفاوه أنه يهدف لإقامة توازن بين صلاحيات البرلمان والقضاء الذي يرون أنه مسيّس.
وتنظم احتجاجات على المشروع منذ ثلاثة أشهر تقريبا في تعبئة تعتبر من الأكبر في تاريخ إسرائيل. ويرى منتقدو الإصلاح أن من شأنه تعريض الديموقراطية في إسرائيل للخطر.
الأحد، أثارت الإصلاحات قلق كبار حلفاء إسرائيل ومن بينهم الولايات المتحدة التي دعت إلى إيجاد “تسوية”.
وكان غالانت الذي لطالما اعتبر حليفا قويا لنتانياهو، قد دعا السبت إلى “وقف الآليّة التشريعيّة” لمدّة شهر، إذ أن “التغييرات الرئيسية يجب أن تتم عبر التشاور والحوار”.
ومن المقرر أن يصوت البرلمان هذا الأسبوع على جزء مهم ومركزي من المقترحات والذي يتعلق بطريقة تعيين القضاة.
وقال غالانت الذي دعا أيضا إلى وقف الاحتجاجات إن “الانقسام الاجتماعي شق طريقه إلى (الجيش) والأجهزة الأمنية” مشيرا إلى أن ذلك يمثل “تهديدا واضحا وفوريا وملموسا لأمن إسرائيل”.
هذا وخرجت تظاهرات حاشدة في تل أبيب عقب قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإقالة وزير الدفاع.
وتجمع الآف المتظاهرين أمام منزل نتنياهو، وفقا لوسائل إعلام محلية.
وأقال نتنياهو، وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه بسبب رفضه للتعديلات القضائية، كما ذكرت وسائل إعلام محلية أن رئيس الوزراء استدعى وزير الدفاع قبل إقالته، وقال إنه فقد الثقة فيه لأنه عمل ضد الحكومة والائتلاف الحاكم.
وفي أول تصريح من جانبه بعد إقالته، نقلت صحيفة (جيروزاليم بوست) عن غالانت قوله “أمن الدولة كان وسيظل دائما مهمة حياتي”.