ما الأسباب التي دفعت ألمانيا لسحب قواتها العسكرية من مالي؟
قال وزيران ألمانيان إنّ برلين تعتزم سحب كل قواتها من مالي خلال فترة تتراوح بين 9 و12 شهراً مع مواصلة المساعدات التنموية، في خطوة فرضها الواقع الجديد في البلاد بعد سيطرة العسكريين على السلطة.
وأجرى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الذي عُيّن في كانون الثاني/يناير زيارة تفقّدية للوحدة الألمانية المشاركة في “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي” في غاو (شمال)، في إطار تنفيذ الانسحاب الذي أعلن أنّه سينُنجز بحلول أيار/مايو 2024.
ورافقت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه وزير الدفاع الألماني في الزيارة.
وقال الوزير “نحن لا نتحدّث عن رحيل عائلة من خمسة أفراد بشاحنة. إنّها عملية عسكرية لوجستية لا تنفّذ كيفما اتّفق وتتطلّب من تسعة أشهر إلى اثني عشر شهرا بحسب الظروف”.
وتشارك ألمانيا بمئات العناصر في “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي” (مينوسما) البالغ عديدها 12 ألف عنصر في البلاد التي تشهد إرهاباً وأعمال عنف من شتى الأنواع.
وهذه هي المساهمة الغربية الأكبر وفق تقرير نشرته البعثة هذا الأسبوع.
وشدّد بيستوريوس على أهمية الوحدة الألمانية، خصوصا في المهمات الاستطلاعية، لكنّه قال إنّ “هذا الانخراط الألماني “لم يعد ممكنا من الناحية العملية منذ أشهر”.
وشدّد على أنّ “الانخراط (الألماني) لم يفشل. الظروف هي التي أفشلت هذا الانخراط”، من دون توضيح تصريحاته.
والجنرالات الذين استولوا على السلطة في باماكو بانقلاب في العام 2020 قطعوا التحالف مع فرنسا وشركائها الأوروبيين في مكافحة الإرهابيين، وقرروا الانفتاح على روسيا عسكريا وسياسيا.
وقرّر المجلس العسكري التعاون مع مئات العناصر الذين يقول إنّهم مدرّبون عسكريون روس بينما تقول قوى غربية إنّهم مرتزقة من مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية.
وفرض المجلس العسكري قيودا على عمليات مينوسما. وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء أمن العمليات التي تقودها قوات الأمم المتحدة بعد رحيل الفرنسيين ووحدات أخرى.
وفي الأشهر الأخيرة قرّرت دول عدة تعليق مشاركتها في مينوسما أو وقفها تماما.
وهذا الأسبوع أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أنّ الأردن أبلغ الأمم المتحدة في شباط/فبراير بقراره وقف مشاركته في مينوسما فورا.
وقال بيستوريوس “كنا لنبقى لو بإمكاننا تحقيق ما أتينا من أجله”.
من جهتها شدّدت وزير التنمية الألمانية على أهمية المساعدة المدنية التي تقدّمها بلادها إلى مالي منذ استقلالها.
وقالت شولتسه إنّ “الرسالة التي نريد توجيهها مفادها أنّ التعاون من أجل التنمية سيستمر حتى وإن توقف الانخراط العسكري”، مشيرة إلى مشاريع على صلة بالمياه والزراعة.
وتابعت “يمكننا على سبيل المثال إدارة مشاريع هنا في غاو حتى من باماكو. الأمر ممكن، لدينا خبرة طويلة في هذا المجال”.