هجمات روسية تستهدف عدة مدن في أوكرانيا منها دنيبرو وأومان
قُتل 26 شخصًا على الأقل الجمعة في ضربات شنّتها روسيا على عدة مدن في أوكرانيا، وذلك في أول ضربة روسية واسعة النطاق منذ نحوِ شهرين.
وتدخل رجال الإطفاء لإنقاذ السكان من حرائق جاءت على خلفية القصف الروسي بصواريخ، وطائرات مسيرة إيرانية الصنع – والتي يستخدمها الجيش الروسي دومًا في ضرب أهداف أوكرانية -، في بلدة أومان بوسط البلاد، وتسلق رجال الإنقاذ عبر كومة ضخمة من الأنقاض المشتعلة بحثًا عن ناجين أو جثث.
وقال سيرهي لوبيفسكي (58 عاما) الذي نجا داخل شقته: “جيراني ذهبوا ولم يبق أحد”.
وقال مسؤولون إن: “صاروخًا قتل طفلا يبلغ من العمر عامين وامرأة تبلغ من العمر 31 عامًا في مدينة دنيبرو بجنوب شرق البلاد”.
وكانت موجة الهجمات الصاروخية الروسية هي الأولى منذ أوائل مارس الماضي، وفي السابق شنت روسيا مثل هذه الهجمات أسبوعيًا تقريبًا في معظم فترات فصل الشتاء، لكنها تراجعت مع حلول الربيع، حيث قالت دول غربية إن صواريخ موسكو تنفد.
هذا وكانت انفجارات عدة هزت أوكرانيا الجمعة، وطالت مدن عدة منها كريمنشوك وبولتافا وميكولايف في الجنوب.
وتقترب الحرب من منعطف حاسم بعد هجوم شتوي روسي استمر شهورًا ولم يحقق الكثير من الأهداف على الرغم من القتال المتواصل حتى الآن.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن جيشها استهدف بالضربات وحدات احتياط في الجيش الأوكراني، وقالت وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة إن روسيا كانت تستهدف وحدات الاحتياط واستخدمت أسلحة عالية الدقة الجمعة.
وفي أومان، وهي بلدة نجت إلى حد كبير من الهجوم الروسي، انهار مبنى سكني من تسعة طوابق جزئيًا بعد أن أصيب بصاروخ.
وبعد أكثر من 10 ساعات من الهجوم، كان رجال الإنقاذ لا يزالون يعملون في الموقع بينما كان السكان يحاولون استعادة بعض متعلقاتهم في المباني المجاورة، وكان بعض السكان يقومون بإصلاح النوافذ المكسورة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المبنى السكني كان من بين 10 مبان سكنية تضررت في أومان، مؤكدًا: “الهجمات أظهرت أن هناك حاجة لمزيد من الإجراءات الدولية ضد روسيا”.
Провів телефонну розмову з Президентом Європейської Ради @eucopresident.
Поінформував його про трагічні наслідки чергового обстрілу 🇺🇦 міст, в результаті якого загинули мирні мешканці, у тому числі й діти.
Обговорили заборону окремими сусідніми державами на ввезення 🇺🇦…— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) April 28, 2023
وأشارت خدمة الإنقاذ الحكومية إن الطفل الذي قُتل في المدينة ولد عام 2013، فيما يحتاج 11 شخصًا إلى العلاج في المستشفى.
وقال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف إن هذا هو أول هجوم صاروخي روسي على العاصمة منذ 51 يومًا.
وفي هذا الصدد، لفت مسؤولون في منشور على خدمة الرسائل Telegram إلى أن 21 صاروخًا من أصل 23 صاروخًا وطائرتان بدون طيار أسقطها نظام الدفاع الجوي الأوكراني.
ويُشار إلى أن تلك الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش الروسي في حربه على أوكرانيا، هي إيرانية الصنع والتي تستهدف المدنيين من النساء والأطفال بشكلٍ متواصل، وتعمل على تدمير المباني والبنية التحتية الخاصة بالمدنِ الأوكرانية.
هجوم مضاد
يأتي هذا فيما تؤكد كييف أن مرحلة التحضير لهجومها المضاد الواسع النطاق “شارفت على نهايتها”.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف خلال مؤتمر صحافي في كييف “الاستعدادات شارفت على نهايتها”. وتريد كييف شن هجوم كبير لاستعادة الاراضي التي احتلتها روسيا في شرق وجنوب البلاد.
ومن شأنه شن هجوم مضاد وشيك من قبل الجيش الأوكراني بدعم من معدات غربية متطورة من أن يدخل الحرب في مرحلة جديدة، بعد أكثر من عام من الغزو الروسي.
تؤكد كييف منذ أشهر أنها تريد شن هجوم حاسم لعكس مسار الغزو الروسي وتحرير نحو 20% من الأراضي – بما في ذلك شبه جزيرة القرم – الخاضعة حاليًا للسيطرة الروسية.
من جانبها، حشدت روسيا الآلاف من جنود الاحتياط لتعزيز مكاسبها الإقليمية في شرق وجنوب أوكرانيا ولا يزال هدفها احتلال دونباس، الحوض الصناعي التاريخي لأوكرانيا.
على الرغم من دعم القوات التابعة لمرتزقة فاغنر الروسية في الخطوط الأمامية، فإن الجيش الروسي يواجه مقاومة شرسة في مدينة باخموت المحصنة، التي باتت مدمرة ولم يبق فيها سوى بضعة آلاف من المدنيين وسط المعارك.
واعترف الجانبان بتكبد خسائر فادحة في أطول معركة وأكثرها دموية منذ بداية النزاع، بدون تحديد حجمها بدقة في حين يشكك المراقبون في الأهمية الاستراتيجية الحقيقية لهذه المدينة.
بالنسبة لموسكو يتعلق الأمر قبل كل شيء بالتلويح بالنصر بعد عدة انتكاسات مذلة في الخريف الماضي، بينما تبرر كييف استراتيجيتها المتمثلة في حرب استنزاف في المنطقة للحد قدر الإمكان من احتمالات استمرار الجيش الروسي في احتلال منطقة دونباس.
قال نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين الجمعة إنه توجه إلى المدينة التي يدور فيها القتال، متعهدا ب”إعادة بنائها” بعد استعادتها من موسكو.
واستهدفت الضربات الروسية التي نفّذت خلال الشتاء منشآت الطاقة خصوصاً، ما تسبب في انقطاعات منتظمة للكهرباء والمياه الجارية. وكانت تستخدم في هذه الهجمات عشرات الصواريخ.
لكن هذا التكتيك الروسي لم يُرضخ كييف.
وعُزّز نظام الدفاع الجوي الأوكراني في الأشهر الأخيرة بعد تسليم البلاد معدات غربية تعد حيوية في المجهود الحربي. ومن بين تلك المعدات العسكرية، تلقت كييف منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية المتطورة في نيسان/أبريل.
وكانت العاصمة الأوكرانية الأسبوع الماضي هدفا لهجوم شنته 12 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع أُسقطت ثمان منها من دون وقوع ضحايا.