أبو مُبشر الخراساني.. داعش يعلن مقتل قيادي بارز بفرعه في أفغانستان
أقر تنظيم داعش بمقتل أبو مبشر الخراساني، أحد القادة البارزين بـ”ولاية خراسان”، الفرع المحلي لداعش في أفغانستان، في اشتباكات مع حركة طالبان، بينما شهدت هجمات التنظيم ارتفاعًا ملحوظًا للمرة الأولى منذ عدة أسابيع، وذلك بفعل نشاط أفرعه في أقاليم مختلفة من القارة الإفريقية.
وقال التنظيم، في العدد الجديد من صحيفة النبأ الناطقة بلسانه (عدد 391)، إن أبو مبشر الخراساني، والذي كان واحدًا من قيادات حركة طالبان وشارك من قبل في الحرب السوفيتية- الأفغانية، انضم للتنظيم عندما أعلن تمدده إلى أفغانستان وبايع والي داعش المؤسس هناك حافظ سعيد خان- قُتل في يوليو/ تموز 2016.
وأوضحت الصحيفة أن أبو مبشر الخراساني التحق بالمدارس الدينية في باكستان، بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، ثم عاد إلى البلاد عندما غزتها الولايات المتحدة الأمريكية أواخر 2001، وأسس 14 خلية ومجموعة عمل للقتال ضد القوات الأمريكية في ولايتي كونر ونورستان المتجاورتين، بأقصى شرق أفغانستان.
ووفقًا للمعلومات التي نشرتها الصحيفة في تقرير لها ضمن تبويب “قصة شهيد”، المخصص لقادة داعش المقتولين، فإن أبو مبشر الخراساني عمل مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة، إبان فترة الاحتلال الأمريكي وقاد عدد من الهجمات ضد القواعد الأمريكية في أفغانستان.
وأشارت أسبوعية النبأ إلى أن “الخراساني” كان من تلاميذ الشرعي السعودي والقيادي البارز بتنظيم القاعدة ثم تنظيم داعش، لاحقًا، أبو مالك التميمي، أنس النشوان، في الفترة التي نشط فيها الأخير في ولاية كونر قبل انتقاله إلى منطقة
تورا بورا بولاية ننجرهار الأفغانية، والتي كانت آخر محطاته في أفغانستان قبل انتقال “التميمي” لسوريا حيث انضم لداعش قبل مقتله في معركة تدمر، عام 2015.
في صفوف داعش
وفي نفس السياق، ذكرت أسبوعية النبأ أن أبو مبشر الخراساني انضم إلى داعش، عام 2015، وعُين مسؤولًا في ولاية كونر حيث عمل في استقطاب وتجنيد المقاتلين للتنظيم ومن بين من نجح في استقطابهم أبو عمر خراساني، والي داعش على أفغانستان، والذي قُتل في غارة أمريكية بشرق أفغانستان في سبتمبر/ أيلول 2021.
وانتقل أبو مبشر الخراساني من كونر إلى ننجرهار بعد توسع نشاط الفرع المحلي لداعش هناك، وعمل كقائد عسكري ميداني وشارك في القتال ضد حركة طالبان، وكانت آخر المهام التي تولاها إمارة كتيبة “سعيد بن زيد”، إذ قُتل، بعد ذلك، خلال اشتباكات مع مقاتلي حركة طالبان بمنطقة “وزير تنكي” في ننجرهار الأفغانية.
وادعت أسبوعية النبأ أن مقاتلي حركة طالبان نبشوا قبر “أبو مُبشر الخراساني”، مضيفةً أن هذا الأسلوب اتبعته حركة طالبان في التعامل مع قتلى داعش، على حد تعبير الصحيفة.
تصاعد هجمات التنظيم.. وحرب اقتصادية في إفريقيا
وفي سياق آخر، شهدت هجمات داعش ارتفاعًا ملحوظًا، خلال هذا الأسبوع، للمرة الأولى منذ عدة أسابيع، ونفذ التنظيم 27 هجومًا في الأسبوع الماضي مقارنة بـ12 في الأسبوع السابق له، أي بارتفاع حوالي 125%، كما عادت أسبوعية النبأ لتصدر في 12 صفحة بعدما تقلصت، في الأسبوعين الماضيين، إلى 8 صفحات بعد مقتل أمير ديوان الإعلام الداعشي أبو بكر الغريب.
ويرجع ارتفاع هجمات داعش الاستثنائي إلى الطفرة التي شهدتها العمليات في منطقة حوض بحيرة تشاد، إذ نفذ التنظيم 15 هجومًا في تلك المنطقة شملت اشتباكات مع القوات النيجيرية والكاميرونية، بالإضافة لفرقة العمل المشتركة متعددة الجنسيات (MNJTF) المعروفة بعملية “هاربين زوما”.
ووقعت اشتباكات بين عناصر داعش في غرب إفريقيا والقوة الإفريقية متعددة الجنسيات في المنطقة الحدودية بين نيجيريا وتشاد، واستخدم التنظيم خلالها 4 سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، وهو تكتيك لا يستخدمه التنظيم كثيرًا في غرب إفريقيا، كما هاجم داعش ثكنة للجيش الكاميروني ببلدة “جيغاغي” أقصى شمالي الكاميرون.
ومن حوض بحيرة تشاد إلى وسط إفريقيا، شن عناصر محسوبون على ولاية وسط إفريقيا الفرع المحلي لداعش في الكونغو الديمقراطية، هجومًا على نقطة مراقبة نهرية عند جسر كامبو العائم الواصل بين ضفتي نهر “سيموليكي” بالقرب من منطقة بيني شرقي الكونغو.
وأغرق المسلحون المحسوبون على داعش عبارة تُستخدم لنقل البضائع بين ضفتي النهر، في محاولة من التنظيم لزيادة الضغط الاقتصادي على الحكومة الكونغولية وتعطيل التبادل التجاري في تلك المنطقة، ضمن إستراتيجية الحرب الاستنزافية والتي يتبعها داعش منذ انهيار خلافته المكانية، عام 2019، والتي تتضمن تركيزًا على الأهداف الاقتصادية والعسكرية واللوجستية.
اشتباكات بين التنظيم وجبهة تحرير مورو في الفلبين
إلى ذلك، قال داعش إن المقاتلين التابعين له في الفلبين هاجموا تجمعًا لجبهة تحرير مورو في منطقة ماجنداناو، جنوبي الفلبين، فيما فر مقاتلي الجبهة تاركين ورائهم معدات وأسلحة، حسب قول التنظيم.
ولم يشن تنظيم داعش في الفلبين (ولاية شرق آسيا) أي هجمات كبيرة منذ أشهر طويلة في الفلبين أو الدول المجاورة لها، فيما يُحاول من تبقى من عناصر التنظيم التعايش والبقاء بعد الهزائم والضربات التي تلقاها هناك.