نهاية عهد رجل العصابات عتيق أحمد
في 15 أبريل كان عتيق أحمد، وهو سياسي هندي، الذي كان تحت حراسة الشرطة، يتحدث إلى الصحفيين عندما سُحب مسدس بالقرب من رأسه وأطلق النار عليه وعلى شقيقه.
وبعد الحادثة سرعان ما استسلم ثلاثة رجال كانوا يتنكرون في هيئة صحفيين وتم اعتقالهم.
اشاع رئيس وزراء الهند مودي بدعم من الكهنة الهندوس، روح الجريمة والاغتيال في بلاده .
مقتل السياسي الهندي عتيق احمد وشقيقه اسرف بهذه الطريقة البشعة ، وبتواطئ حكومي وصمة عار في جبين مودي المزدحم بالعار.
ولا يمكن تبرير جرائم القتل بحجة تاريخ القتيل..#No_assassination #لا_اغتيال pic.twitter.com/Vx0yrkROdP— مصطفى سالم Mustafa Salim (@mustafasalem) April 16, 2023
وكان ابن عتيق قد قتل قبل أيام قليلة من الحادثة من قِبَل الشرطة.
وأظهر مقطع فيديو أحمد وشقيقه أشرف وهما مقيدان اليدين يتحدثان إلى الصحفيين في طريقهم إلى المستشفى لإجراء فحص طبي قبل ثواني من إطلاق النار عليهم، وفي اللقطات التي انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل والقنوات التلفزيونية سُئل أحمد عما إذا كان قد حضر جنازة ابنه وكانت كلماته الأخيرة للكاميرا: “لم يأخذونا لذا لم نذهب”.
سُجلت عشرات القضايا ضد عتيق أحمد خلال العقدين الماضيين، من بينها خطف وقتل وابتزاز حيث حكمت محكمة محلية عليه واثنين آخرين بالسجن مدى الحياة في مارس من هذا العام في قضية اختطاف.
من هو عتيق أحمد؟
لأكثر من 40 عاماً، كان عتيق أحمد، وهو رجل سمين بشارب كثيف وعمامة بيضاء فوق رأسه، تنضح بهالة من الرعب أينما ذهب، مجسداً النموذج الأصلي لسياسي العصابات.
كان أحمد ابن لسائق عربة فقير وربة منزل.. وفي مسيرته كان يسيطر على العالم السفلي الإجرامي لمدينة براياجراج الهادئة التي تقع عند التقاء أقدس نهرين في الهند، نهر الغانج ويامونا.
اشتهرت هذه المدينة بشعرائها وفنانيها، لكن غطائها الهادئ المخادع أخفى مزيجاً من الجريمة والسياسة.
ولم يساهم أحد في هذه الأزمة أكثر من عتيق أحمد.. في المنزل كان أحمد أباً حنوناً لأبنائه الخمسة يقيم الحفلات لأصدقائه ويستضيف الفنانين ويربي الكلاب.
لكن في الخارج؟ عتيق كان يستولي على الممتلكات والشركات، كما كان يبتز الأموال من رجال الأعمال، ويصدر شيكات مزورة للمشتريات.
كما كان يقوم بالاعتداء على منافسيه بمساعدة ضباط الشرطة والسياسيين الآخرين.
قضى عتيق أحمد فترة طويلة في كل من السياسة والعالم الإجرامي. تم اتهامه لأول مرة في قضية قتل عام 1979 لكن لم يستطيعوا إثبات التهم عليه.. وفي السنوات العشر التالية، صقل أوراق اعتماده كرجل عصابات من سرقات إلى حالات ابتزاز وتهديد وانضم إلى عصابة يقودها رجل عصابات تحول إلى مستشار بلدي يدعى شوق إلهي.
وبحلول 1989 كان أحمد يتطلع إلى العمل في السياسة واختلف مع إلهي في الانتخابات حيث طلب منه مرشده التنحي لكنه رفض طلبه.
عتيق أحمد كان رمزًا للرعب، حتى المحاكم كانت حذرة منه وتهابه.. ففي عام 2012 نحى 10 من قضاة المحكمة العليا أنفسهم من جلسة استماع حول ما إذا كان سيتم الإفراج عنه بكفالة في إحدى مرات سجنه العديدة.
ليس من الغريب أن عتيق أحمد كان لديه سيرة ذاتية طويلة في سجلات الشرطة، حيث كان زعيم ما يسمى بـ “العصابة المشتركة بين الولايات 227” Inter-State Gang 227 وراكم ما يقرب من 100 قضية، بما فيها القتل والاختطاف.
أغلب الوقت بقي أحمد طليقاً وعلى مرأى من الجميع.
العدد الفعلي لجرائم عتيق أحمد أعلى بكثير لأن الناس كانوا يهابونه ولم يبلغوا عن مئات الحالات.
ومع ذلك، فقط في مارس من هذا العام، أُدين في قضية اختطاف وحُكم عليه السجن مدى الحياة – وهي المرة الأولى التي أدين فيها “عتيق”، ويعزو العديد هذا التأخير إلى معرفته بكيفية “إدارة النظام”.
لكن بعد أيام قليلة من الإدانة، ليلة 15 من أبريل، انتهى كل شيء بطريقة مروعة إلى حد ما.
وقُتل عتيق أحمد وشقيقه بالرصاص على الهواء مباشرة بحضور أكثر من عشرة من رجال الشرطة المسلحين.. بالطبع ألقت الشرطة القبض على ثلاثة متهمين قالو أنهم “أرادوا صنع اسم لأنفسهم في عالم الجريمة”.
صدمت الجريمة البلاد وسرعان ما أمرت حكومة الولاية بإجراء تحقيق في الواقعة لكن بعد أيام قال يوغي أديتياناث رئيس وزراء أوتار براديش التي كانت تحت حكم حزب بهاراتيا جاناتا أن لا يمكن لأي مافيا أن تنشر الرعب في أوتار براديش بعد الآن.. لكنه لم يذكر اسم عتيق احمد مباشرة.