ماذا قال يفغيني بريغوجين حتى يطرد المذيع الذي أجرى حواراً معه؟
زعم مدون روسي موال للكرملين، بأنه طرد من الشركة التي كان يعمل فيها بعد نشره مقابلة مع مؤسس مجموعة مرتزقة فاغنر يفغيني بريغوجين، حذر فيها الأخير من “ثورة” محتملة بروسيا، وفق ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست“.
ونشر المدون البارز كونستانتين دولغوف، مقطع فيديو على قناة عبر الإنترنت تعرف باسم “Telega Online” يقول إنه طرد بعد المقابلة مع زعيم مرتزقة فاغنر بريغوجين المعروف على نطاق واسع باسم “سفرجي بوتين”.
وتم حذف مقطع دولغوف بسرعة من قناة “Telega Online” على الإنترنت.
وبحسب “واشنطن بوست”، فإن القناة التي يعمل فيها المدون الروسي تنشط في موقع “Rutube” الذي تروج له الحكومة الروسية على أنه بديل لموقع يوتيوب الشهير.
وكان بريغوجين، الذي عكف على تجنيد السجناء للقتال، حذر من تعرض روسيا لـ “ثورة” إذا ما استمرت الجهود الحربية المتعثرة في أوكرانيا.
وقال في المقابلة مع دولغوف، الثلاثاء، إن القوات الروسية غير مستعدة لمقاومة نظيرتها الموالية لأوكرانيا حتى عندما تدخل الأراضي الروسية، وفق ما نقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وامتدح بريغوجين القوات الأوكرانية قائلا: “أعتقد أن الأوكرانيين اليوم هم أحد أقوى الجيوش في العالم”.
وقال إنها قوات “منظمة للغاية ومدربة تدريبا عاليا وتتمتع بذكاء على مستوى عال، ويمكنها تشغيل أي منظومة عسكرية سواء سوفيتية أو تابعة للناتو بنفس النجاح”.
وأقر زعيم المرتزقة الروس، بأن نحو 10 آلاف من بين 50 ألف سجين جندتهم فاغنر من السجون الروسية، قُتلوا في أوكرانيا على خط المواجهة في معركة باخموت الدامية.
في الوقت الذي تدور فيه المعارك في مدينة باخموت الأوكرانية، إلا أن معارك سياسية أخرى تدور في موسكو حول ما يجري في المدينة نفسها.
ويُنظر إلى المقابلة على نطاق واسع على أنها محاولة من بريغوجين لاستخدام سيطرة مرتزقته على مدينة باخموت شرق أوكرانيا لزيادة مكانته المحلية في الأوساط الروسية وسط صراع مع قيادات الجيش النظامي، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ولطالما انتقد بريغوجين الذي يتمتع بعلاقات شخصية مع الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، القادة العسكريين في البلاد، بمن فيهم وزير الدفاع، سيرغي شويغو، مما جعل بوتين يجتمع بهما خلال أبريل الماضي.
“لا يستطيعون فعل شيء” تجاه بريغوجين
وكتب دولغوف في مدونته: “جاءت المقابلة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وفي وقت مبكر من صباح الأربعاء، قيل لي إنني طردت”.
وتابع: “من المحتمل أن يكون من أجرى المكالمة منزعجا من تصريحات بريغوجين، لكنهم لا يستطيعون فعل أي شيء تجاهه، لذلك قرروا استبعاد المذيع”.
وادعى دولغوف أن مشروع “Telega Online” يحظى برعاية من قبل معهد تطوير الإنترنت، وهو مشروع دعائي للكرملين عبر الإنترنت.
في المقابل، نفى صاحب عمل دولغوف فصل المدون الروسي، قائلا إنه كان يخطط للمغادرة “قبل وقت طويل من المقابلة مع بريغوجين”.
وقال قناة “Telega Online” في بيان: “نحن نتفهم أن الضجيج دائما يؤثر لدى الجمهور بشكل أفضل من أي موقف متوازن.. لكن إقالة كونستانتين المحترم لدينا، لم يكن على الإطلاق فوريا كما يدعي”.
واتهمت القناة، دولغوف بالترويج لنفسه على حساب عرض الفيديو، الأمر الذي ينفيه المدون الروسية ويصفه بـ “الكذبة”.
ويسلط الخلاف الداخلي الضوء على معركة ذات نطاق أوسع يخوضها بريغوجين ووسائل الإعلام الصديقة له، حيث يجد نفسه في منافسة مع وزارة الدفاع الروسية حول النفوذ والدور بحرب أوكرانيا، وفق “واشنطن بوست”.
يمثل الصراع المتصاعد بين زعيم فاغنر والقيادة العسكرية العليا، أول صدع كبير في روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا قبل أكثر من عام، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وشكا سفرجي بوتين مرارا وتكرارا من أن القنوات التلفزيونية الخاضعة للسيطرة الفدرالية قد توقفت عن تغطية أنشطة مجموعة “فاغنر”، في خروج عن التقارير المزيفة التي تم بثها العام الماضي والتي أشادت بالبراعة العسكرية للمرتزقة الروس.
في وقت قال بريغوجين في تسجيل صوتي مقدم من خدمته الصحفية، إنه سيدعم المدون الروسي بعد طرده عقب المقابلة.
وأردف بقوله: “أنتم حمقى إذا كنتم تعتقدون بأنكم تقدمون خدمة للسلطات، أنتم تضرونهم في الواقع، هناك حرب مستمرة ويجب التفكير في كيفية إنقاذ البلد”.