أوكرانيا تتحضر لهجوم مضاد مرتقب في باخموت
قالت مسؤولة كبيرة في كييف، إن القوات الروسية خفضت مؤقتا من وتيرة هجماتها على مدينة باخموت المحاصرة في شرق أوكرانيا بهدف إعادة تنظيم صفوفها وتعزيز قدراتها.
وأكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، في بيان على تطبيق تليغرام أن القوات الروسية تواصل الهجوم لكن “النشاط العام للعمليات تراجع”، حسب ما نقلته “رويترز”.
وتابعت “لم تكن هناك أي معارك نشطة أمس واليوم سواء في المدينة أو على أطرافها”، مضيفة أن القوات الروسية تقصف بدلا من ذلك الضواحي والطرق المؤدية إلى باخموت.
وقالت ماليار إن “تراجع النشاط الهجومي للعدو يرجع لحقيقة أن القوات يجري تغييرها ويعاد تنظيم صفوفها.. يحاول العدو تعزيز قدراته”.
وأوضحت أن القوات الأوكرانية “تسيطر بثبات” على المناطق المرتفعة المطلة على باخموت من الشمال والجنوب بالإضافة إلى جزء من ضواحي المدينة لكنها لم تتقدم خلال اليومين الماضيين بهدف التركيز على “مهام أخرى”.
بعد أشهر من القتال العنيف وسقوط آلاف الضحايا الروس والأوكرانيين، انتهت المعركة من أجل باخموت بشرق أوكرانيا بشكل أساسي في الوقت الحالي، حيث تسيطر تشكيلات موسكو على المركز الصناعي، بينما تحاول قوات كييف الضغط على جوانب المدينة، وفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
🔥The time has come to return your own 🇺🇦 land, occupied by 🇷🇺. #UAarmy, headed by General Valeriy #Zaluzhnyi is fighting and winning the war, started by the 🇷🇺 occupiers in 2014. @CinC_AFU pic.twitter.com/KgtKJQOeqC
— ArmyInform (@armyinformcomua) May 27, 2023
والسبت، نشر قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، مقطعا مصورا قال إنه للقوات الخاصة من داخل المدينة المدمرة.
ونشر جنرال أوكراني كبير مقطع فيديو، السبت، يظهر القوات الأوكرانية وهي تؤدي قسما وتستعد للمعركة، وكتب قائلا “حان الوقت لاستعادة ما هو لنا”.
ومن المتوقع أن تشن كييف قريبا هجوما مضادا طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا، حسب “رويترز”.
It's peace that we will pass on to our children and grandchildren as an inheritance of the present generation. We don't have and don't want other alternatives. But to pass on peace as the inheritance, we must get to the day when we can say that we are ending this war with our 🇺🇦… pic.twitter.com/cgBZXdEwUr
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) May 27, 2023
والأسبوع الماضي، بدأت مرتزقة فاغنر تسليم مواقعها إلى القوات النظامية الروسية، بعدما أعلنت سيطرتها الكاملة على باخموت في أعقاب أطول معارك الحرب وأكثرها دموية.
قبل عام واحد، اشتهرت مدينة باخموت شرق أوكرانيا بالنبيذ ومناجم الملح، لكنها أصبحت اليوم رمزا لحرب روسيا “التي لا هوادة فيها”، وفق تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”.
والخميس، أعلن زعيم فاغنر، يفغيني بريغوجين، بدء انسحاب عناصره من مدينة باخموت بشرق أوكرانيا وتسليمها إلى الجيش الروسي، بعد أيام من تأكيده السيطرة عليها إثر معركة هي الأطول منذ بدء الغزو.
وقال بريغوجين في شريط فيديو وزعه مكتبه الإعلامي “نحن في طور سحب وحداتنا من باخموت اليوم. من الآن وحتى الأول من مايو، ستعود غالبيتها (الوحدات) إلى القواعد الخلفية. سنعيد مواقعنا إلى العسكريين، مع الذخيرة وكل ما يتواجد فيها”، وفقا لما نقلته “فرانس برس”.
وظهر بريغوجين وهو يتحدث إلى عدد من مقاتليه الذين شكا بعضهم من الحاجة إلى إصلاح تجهيزاتهم العسكرية.
وأشار إلى أن بعض عناصر فاغنر قد يبقون في المدينة لمساندة القوات الروسية بحال واجهت أي صعوبات.
وشكلت قوات فاغنر رأس الحربة في معركة باخموت التي بدأت قبل أشهر، وتعد الأطول منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022.
وأعلنت قوات فاغنر والجيش الروسي في نهاية الأسبوع الماضي، استكمال السيطرة على المدينة التي تعرضت لدمار شبه كامل منذ بدء المعارك.
لكن أوكرانيا نفت السقوط التام للمدينة، مؤكدة أن قواتها تواصل القتال في بعض أجزائها ومحيطها.
في وقت سابق صرح يفغيني بريغوجين بأن حوالي 10 آلاف سجين سابق من أصل 50 ألفا جندهم للقتال في أوكرانيا لقوا مصرعهم في الحرب، بالإضافة إلى 10 آلاف آخرين من مقاتليه النظاميين، حسبما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقام بريغوجين الذي أمضى سنوات في السجن خلال الحقبة السوفياتية، العام الماضي بتجنيد سجناء للقتال في صفوف مجموعته، ووعد المعتقلين بإلغاء عقوباتهم إذا نجوا من المعارك، حسب “فرانس برس”.