البلاستيك خطر يهدد العالم وإجراءات للحد من استخدامه
تشهد العاصمة الفرنسية باريس، جولة جديدة من المفاوضات الحساسة تستمر خمسة أيام في محاولة للتوصل إلى معاهدة تساهم في وضع حد للتلوث البلاستيكي ومعالجة أزمة المناخ.
وتضم المحادثات ممثلين لـ175 دولة ذات طموحات متباينة في مقر اليونسكو في الدورة الثانية للجنة التفاوض الدولية على مدى خمسة أيام في محاولة للتوصل إلى اتفاق تاريخي يغطي دورة الحياة البلاستيكية برمتها.
وستحضر المناقشات المنظمات غير الحكومية، فضلا عن ممثلي شركات في قطاع البلاستيك، وهو أمر تأسف له ناشطون في الدفاع عن البيئة.
وأفادت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا “إذا لم نتحرك، سيكون هناك بحلول العام 2050 بلاستيك أكثر من الأسماك في المحيطات”.
من جانبه، قال وزير التحول البيئي كريستوف بيشو “مكافحة التلوث البلاستيكي تعني تسهيل حياتنا لمكافحة تغير المناخ وبالتالي الحفاظ على محيطاتنا وتنوعنا البيولوجي”.
زيادة الخطورة
وما يزيد الوضع خطورة أن ثلثي هذا الإنتاج يرمى في النفايات بعد استخدامه لمرة أو أكثر، وأن أقل من 10 % من المخلفات البلاستيكية تخضع لإعادة التدوير. وينتهي الأمر بكمية كبيرة من هذه المخلفات من كل الأحجام في قعر البحار أو في الكتل الجليدية وصولا إلى قمم الجبال وحتى في أحشاء الطيور.
وحذر كريستوف بيشو من أنه “يجب أن نكون حريصين على ألا تحل مسألة إعادة التدوير مكان الجدل حول الحد من إنتاج البلاستيك”.
وصرحت المسؤولة في منظمة “سورفرايدر فاونديشن” غير الحكومية ديان بوميناي-جوانيه أن “هناك إجماعا حول التحديات ورغبة في التحرك”.
وتابعت أنها “متفائلة بشأن حقيقة أننا نمضي قدما باتجاه مسودة معاهدة” لكنها اعتبرت أن “المحتوى المحدّد للالتزامات سيكون معقدا، خصوصا في ما يتعلّق بخفض الإنتاج”.
ويدخل البلاستيك المشتق من النفط في تركيب كل ما يحيط بنا كالأغلفة وألياف الملابس ومواد البناء والأدوات الطبية وغيرها. وازداد إنتاجه السنوي بأكثر من الضعف خلال عشرين عاما ليصل إلى 460 مليون طن، وقد يزداد ثلاثة أضعاف بحلول 2060 إذا لم يتخذ العالم تدابير حيال ذلك.
خفض الإنتاج
ويهدف خفض الإنتاج، وهو مطلب مدعوم من “ائتلاف الطموح الكبير” بقيادة رواندا والنرويج والذي يشمل حوالى 50 بلدا، بما فيها الاتحاد الأوروبي وكندا وتشيلي واليابان، لـ”إنهاء التلوث البلاستيكي بحلول العام 2040″.
لكن هناك دولا أخرى أكثر ترددا، وتصر على إعادة التدوير وإدارة النفايات بشكل أفضل، ومن بينها الصين والولايات المتحدة والسعودية ودول تحالف أوبك عموما التي تريد حماية صناعة البتروكيميائيات.
وستتطرق المناقشات أيضا إلى العلاقات بين الشمال والجنوب، مع تحديات مثل “مساعدات التنمية وتشارك التكنولوجيا والتمويل” على ما أكدت ديان بوميناي-جوانيه.
وأوضحت “البلدان (المتقدمة) هي الأكثر استهلاكا (للبلاستيك) والأكثر تلويثا، وهي أيضا تلك التي تنتج في بلدان أخرى وترسل نفاياتها إلى بلدان أخرى”.
ويطرح البلاستيك أيضا مشكلة لدوره في ظاهرة احترار المناخ، فقد أنتج 1,8 مليار طن من غازات الدفيئة في العام 2019، أي 3,3 % من الانبعاثات العالمية، وهو رقم يمكن أن يزيد عن الضعف بحلول العام 2060 وفقا لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.