الأقلية الصربية في كوسوفو ترفض الاعتراف بسلطة بريشتينا
يبدو أن الأزمة بين الصرب وسلطات كوسوفو آخذة في التصاعد، وهو ما كشفت عنه الأحداث في الساعات القليلة الماضية.
وبعد أن دارت اشتباكات في شمال كوسوفو مع متظاهرين من صربيا، طالبوا برحيل رؤساء بلديات ألبان، طالب الاتحاد الأوروبي بوقف التصعيد خصوصا بعد إصابة عدد من قوات حفظ السلام في المنطقة.
هذا وقد أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه سينشر قوات إضافية في بريشتينا عقب مواجهات في شمال البلاد أصيب فيها 30 جنديا من قوة حفظ السلام التي يقودها التحالف.
وقال الأدميرال ستيوارت بي مونش في بيان “يعد نشر قوات إضافية من الناتو إجراء حكيما لضمان أن قوات بريشتينا لديها القدرات التي تحتاج إليها للحفاظ على الأمن وفقا لتفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، مضيفاً “يجب أن يتوقف العنف”.
وفي نفس السياق، دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قادة الدولتين إلى وقف التصعيد على الفور بعد اشتباكات “غير مقبولة على الإطلاق.
وقال بوريل بعد اتصال هاتفي مع رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، وآخر مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إن الاتحاد الأوروبي “يناقش الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال واصل الأطراف مقاومة الخطوات المقترحة تجاه وقف التصعيد”.
وعلى خلفية الأزمة أصيب ثلاثون عنصرا من قوّة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي في بريشتينا (كفور)، الاثنين في مواجهات مع متظاهرين صرب طالبوا برحيل رؤساء بلديات ألبان. وابلغت بلغراد عن اصابة عشرات المتظاهرين.
ولا يعترف العديد من الصرب الذين يشكلون الأغلبية في أربع مدن في شمال البلاد، بسلطة بريشتينا وهم موالون لبلغراد.
وقاطع الصرب الانتخابات البلدية التي جرت في نيسان/أبريل، ما أدى إلى انتخاب رؤساء بلديات ألبان بنسبة إقبال تقل عن 3,5 بالمئة.
ونصبت حكومة ألبين كورتي رؤساء البلديات في مناصبهم الأسبوع الماضي، متجاهلة دعوات التهدئة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفرقت الشرطة الاثنين في البداية المتظاهرين الصرب باستخدام الغاز المسيل للدموع. وبعد ذلك، حاولت قوّة حفظ السلام الفصل بين الطرفين قبل أن تبدأ في تفريق الحشد.
ورد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود.
وأعلن بوريل أن الاتحاد الأوروبي “يدعم بحزم” قوة كوسوفو “في تنفيذ تفويضها، من أجل السلام والاستقرار”.
وأكد أن أعمال العنف هذه “غير مقبولة على الإطلاق وتؤدي إلى وضع خطير للغاية”.
وحتى الآن يصعب التكهن بما سينتهي إليه الأمر في الساعات المقبلة، ولكن الأكيد هو أن الموقف يزداد صعوبة، وباتت هناك مخاوف من حدوث أزمة أخرى في أوروبا بالتزامن مع الغزو الروسي لأوكرانيا.