الأجسام الطائرة المجهولة.. ناسا تعقد أول اجتماع عام حول “الأجسام الغريبة”
طالب أعضاء اللجنة المستقلة لدارسة “الظواهر الجوية الغامضة” التابعة لوكالة “ناسا” الحكومة الأمريكية بجمع بيانات أفضل في محاولة للعثور على إجابات للأحداث غير المفسرة التي استحوذت على خيال الجمهور، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وعقدت اللجنة المكونة من 16 عضوا، والتي تم تشكيلها العام الماضي من كبار الخبراء من المجالات العلمية التي تتراوح من الفيزياء إلى علم الأحياء الفلكي، جلسة لمدة أربع ساعات للنقاش بشأن النتائج الأولية، قبل إصدار تقرير متوقع في وقت لاحق من هذا الصيف، وفق وكالة “رويترز”.
وقال مسؤول في البنتاغون إن وزارة الدفاع تدرس أكثر من 800 حالة من السنوات الـ 27 الماضية.
لكن 2 إلى 5 في المائة فقط من هذه الحوادث تعتبر “غير مبررة حقا”، وفق ما نقلته “نيويورك تايمز“.
تحديات عدة
يهتم الناس وسيظلون دائما مهتمين بـ”الكائنات الفضائية”، لكن هذه الحوادث غير المفسرة ليست زيارات من خارج كوكب الأرض، وهي في الغالب من فعل طائرات بدون طيار ومناطيد، حسب “نيويورك تايمز”.
وقالت عضو اللجنة، نادية دريك “لا يوجد دليل قاطع يشير إلى أن أصل تلك الظواهر من خارج كوكب الأرض”.
وتعرض الكثير من أعضاء اللجنة “لمضايقات عبر الإنترنت”، حيث تم اتهامهم بالكذب أو التستر على أدلة حول “وجود كائنات فضائية”.
وكان التحدي الأكبر الذي استشهد به أعضاء اللجنة هو ندرة الأساليب الموثوقة علميا لتوثيق ظواهر “الأجسام الطائرة المجهولة”، وعادة ما تكون مشاهد لما يبدو كأشياء تتحرك بطرق تتحدى حدود التقنيات المعروفة وقوانين الطبيعة.
وقالوا إن المشكلة الأساسية هي أن الظواهر المعنية يتم اكتشافها وتسجيلها بشكل عام بالكاميرات وأجهزة الاستشعار وغيرها من المعدات “غير المصممة لمراقبة وقياس مثل هذه الخصائص بدقة”.
وأحد أسباب سوء البيانات حول هذه الظواهر هو أن الكاميرات العسكرية والرادار وأجهزة الاستشعار الأخرى التي جمعت مقاطع الفيديو يتم ضبطها عادةً لأغراض أخرى.
وقال رئيس اللجنة وعالم الفيزياء الفلكية، ديفيد سبيرجيل، “نحن بحاجة إلى بيانات عالية الجودة، فالبيانات الحالية وتقارير شهود العيان وحدها ليست كافية لتقديم دليل قاطع حول طبيعة وأصل كل حدث”.
وبينما شجع البنتاغون في السنوات الأخيرة الطيارين العسكريين على توثيق أحداث غامضة، فإن العديد من الطيارين التجاريين ما زالوا “مترددين للغاية في الإبلاغ عنها”، حسب “رويترز”.
هل هي أوهام بصرية؟
قال رائد الفضاء السابق، سكوت جي كيلي، “عند الطيران، سواء في الجو أو في الفضاء، تكثر الأوهام البصرية”.
وعندما كان طيارا على طائرة من طراز F-14 Tomcat اعتقد ضابط الرحلة في المقعد الخلفي أنه رأى “صحنا طائرا”، على حد قوله.
وأضاف كيلي “عندما استدرت للنظر إليه اتضح أنه مجرد منطاد”.
وتبدو العديد من المقاطع الموثقة لتلك الظواهر “مثيرة للاهتمام في البداية، ولكن في وقت لاحق فقط تظهر تفسيرات عادية”.
وتم دراسة مقطع فيديو سجلته طائرة استطلاع P-3، والذي أظهر ثلاث نقاط يبدو أنها تتحرك “ذهابا وإيابا”، ليتم اكتشاف أنها طائرات على بعد حوالي 40 ميلاً في انتظار الهبوط في المطار.
لكن تم عرض مقطع فيديو آخر “لا يزال غير مفسر”، والذي أظهر “كرة فضية” تطير في السماء، تم تسجيله من قبل طائرة بدون طيار أثناء تحليقها في منطقة الشرق الأوسط، العام الماضي.
وأكد الخبراء “مرارا وتكرارا” أن البيانات التي تم جمعها من جميع الحوادث غير المفسرة تقريبا كانت “منخفضة الجودة”، وبالتالي كان من الصعب الوصول إلى أي استنتاجات حول العديد من الحوادث، حسبما ذكرت “نيويورك تايمز”.
ماذا بعد؟
ستصدر وكالة ناسا تقريرا عن فرقة العمل التابعة لها بحلول نهاية يوليو، تقدم من خلاله توصيات للحكومة، لكن يبدو أن تحسين جمع البيانات لحل لظواهر الغامضة بسرعة “سيستغرق وقتا”.