نرجس محمدي حُرمت من أسرتها بسبب مطالبتها بالحرية
على الرغم من سجنها في واحد من أسوأ المعتقلات، ما تزال الناشطة الإيرانية البارزة في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة نرجس محمدي مستمرة في نهجها المناهض لسياسات القمع التي تمارسها السلطات ضد شعبها والمعارضين عل حد سواء.
وفي مقابلات أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز” مع “محمدي” من داخل زنزانتها، تارة عبر الهاتف ومرة عبر أسئلة مكتوبة، تحدثت الناشطة البالغة من العمر 51 عامًا، عن أحلامها ونضالها من أجل رؤية إيران حرة.
نشأت “محمدي” في وسط مدينة زنجان شمالي إيران من أسرة من الطبقة المتوسطة، حيث عمل والدها طباخا ومزارعا.
مدينة زنجان شمالي إيران حيث وُلدت نرجس محمدي
وبرزت نرجس محمدي، وهي إحدى النساء اللواتي غنّين “بيلا تشاو”، كإحدى أكثر السجينات انتقادا للأوضاع في الأشهر الأخيرة. ونددت بأوضاع السجن وأيدت الاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني.
عندما كانت محمدي طفلة صغيرة، قالت لها والدتها أن لا تصبح ناشطة سياسية أبدا، لإن ثمن محاربة النظام في بلد مثل إيران سيكون باهظا للغاية.
وتقضي نرجس اليوم حكما بالسجن لمدة 10 سنوات في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران بتهمة “نشر دعاية مناهضة للدولة”.
وتقول الصحيفة إن سجنها الحالي لا يعتبر أول مواجهة لها مع نهج النظام الإيراني القاسي تجاه المعارضة.
فعلى مدار الـ30 عاما الماضية، عاقبتها الحكومة الإيرانية مرارا وتكرارا بسبب نشاطها وكتاباتها، وحرمتها من معظم ما تعتز به، أولا مهنتها كمهندسة وثم صحتها ووقتها مع والديها وأخيرا زوجها وأطفالها وحريتها.
الحرمان من الأبناء
كانت آخر مرة سمعت فيها نرجس محمدي صوت توأمها البالغ من العمر 16 عاما، علي وكيانا، منذ أكثر من عام، فيما كانت آخر مرة حملت فيها ابنها وابنتها بين ذراعيها قبل ثماني سنوات.
أما زوجها تقي رحماني، البالغ من العمر 63 عاما، وهو أيضا كاتب وناشط بارز سُجن 14 عاما في إيران، فيعيش حاليا في المنفى في فرنسا مع ولده وابنته.
تشير الصحيفة إلى أن المعاناة وخسارة المقربين التي تحملتها محمدي لم تقلل من عزمها على الاستمرار في الضغط من أجل التغيير.
وتقبع “محمدي” الآن في زنزانة صغيرة في جناح النساء بسجن إيفين، وليس لديها سوى نافذة صغيرة تطل على منظر الجبال المحيطة بالسجن في شمال طهران.
وتؤكد في مقابلة هاتفية نادرة وسرية من داخل السجن أجريت عبر وسطاء في أبريل: “أجلس أمام النافذة كل يوم، وأحدق في المساحات الخضراء وأحلم بإيران حرة”.
وتضيف: “كلما زاد عقابهم لي، وكلما أخذوا مني المزيد، أصبحت أكثر تصميما على القتال لحين تحقيق الديمقراطية والحرية وليس أقل من ذلك.”
تقول عائلة محمدي إن مسؤولي السجن ألغوا الشهر الماضي حقها في الاتصال بالهاتف والزيارة بسبب تصريحات أصدرتها من السجن تدين انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، ونُشرت على صفحتها على إنستغرام.
في ديسمبر، نشرت رسالة مفتوحة من السجن كاشفة عن اعتداءات جنسية تعرضت لها معتقلات، وأشارت إلى حالات اغتصاب نساء أثناء استجوابهن.
أدان القضاء الإيراني نرجس محمدي خمس مرات واعتقلتها السلطات 13 مرة وحكم عليها بالسجن 31 عاما و154 جلدة. وقال زوجها إن ثلاث قضايا قضائية إضافية رفعت ضدها هذا العام قد تؤدي إلى إدانات إضافية.