شهادات توثق ترحيل روسيا الأطفال من خيرسون

نقلت روسيا الآلاف من الأيتام والشباب المنفصلين عن آبائهم إلى الأراضي الروسية ووضعتهم في دور رعاية ومؤسسات، حيت يتم تلقينهم أن أوكرانيا “بلد سيئ” وعاجز عن وقف الحرب.

وينقل تقرير من صحيفة “وول ستريت جورنال” أن القوات الروسية نقلت جميع أطفال دار خيرسون الإقليمية للأيتام بعدما انسحبت من هذه المدينة الجنوبية، واصفة مشهد الأسرة الفارغة والألعاب التي اغبرّت.

وفي حرب تشهد جرائم حرب روسية، تقول الصحيفة، إن الإِبعاد القسري للأطفال هو جزء من الهدف المهم للغزو الروسي، وهو “إنكار الهوية الأوكرانية ووجودها كدولة مستقلة” وفق المسؤوليين الأوكرانيين.

وتشير الصحيفة إلى أن العدد الإجمالي للأطفال الذين نقلتهم روسيا لايزال غير واضح، فيما يقدر المسؤولون الأوكرانيون العدد بأكثر من 19 ألف طفل، فيما تقول الأمم المتحدة إنها لم تتمكن من التحقق من ذلك.

ونقلت الصحيفة أن القوات الروسية اعتقلت مؤخرا امرأة أوكرانية ذهبت لاستعادة طفلين من روسيا، واتهمت بالعمل مع أجهزة الأمن الأوكرانية، فيما ماتت جدة خلال رحلة لاستعادة أحفادها من روسيا وفقا لمنظمة “Save Ukraine”، وهي منظمة ساعدت في استعادة عشرات الأطفال من روسيا.

غسيل أدمغة

وكشفت الصحيفة أن محققين دوليين ومحليين يجمعون الآن شهادات الأطفال الذين تمت إعادتهم.

ومن دار خيرسون للأطفال، نقلت القوات الروسية أيتاما وأطفالا آخرين ليس لعائلاتهم القدرة على رعايتهم، كما نقلت آخرين من مناطق أخرى ممن قتل آباؤهم أو احتجزوا.

وتقطعت السبل بعدة مئات آخرين نقلوا إلى مخيم صيفي في روسيا للراحة من الحرب هناك بعد أن استعادت القوات الأوكرانية الأراضي، العام الماضي.

ومن شهادات الأطفال، تنقل الصحيفة عن كوستيا تان، البالغة من العمر 14 عاما، كيف أن المدربين الروس في المخيم على ساحل البحر الأسود أجبروا مجموعة من الأطفال الذين هتفوا بشعارات مؤيدة لأوكرانيا وشتموا روسيا على رؤية أطباء نفس.

وقال أرتيم، 15 عاما، إنه اقتيد من مدرسته الداخلية في خاركيف التي تحتلها روسيا ونقل إلى عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا عندما شنت أوكرانيا هجومها هناك في الخريف الماضي. وأعيد إلى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، في مارس.

وقال إن المعلمين في المدرسة الداخلية التي احتجز فيها سمحوا للأطفال بالتحدث باللغة الأوكرانية لكنهم كانوا ينتقدون أوكرانيا بشدة ويشيدون بروسيا ويقولون للأطفال إن “أوكرانيا ليست قادرة على بناء أي شيء”، وأن أوكرانيا لا تستطيع وقف الحرب.

ويقول المسؤولون الروس إن الأطفال سيعادون إلى أوكرانيا في حال قدم آباؤهم لاستلامهم، لكن تلك ستشكل رحلة صعبة جسديا وماليا بالنسبة للكثير من الآباء، بحسب التقرير.

الإبعاد القسري للأطفال.. وجه آخر للغزو الروسي لأوكرانيا

وقالت السلطات الروسية في مناطق خط المواجهة، حيث من المتوقع أن تبدأ أوكرانيا هجوما جديدا، إنها بدأت في تنظيم عمليات إجلاء للمدنيين، ويخشى المسؤولون الأوكرانيون أن يؤدي ذلك إلى نقل المزيد من الأطفال.

وفي مارس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومفوضته لحقوق الطفل، ماريا لفوفا بيلوفا، بشأن الترحيل غير القانوني للأطفال من المناطق المحتلة في أوكرانيا.

وبموجب القانون الدولي، يشكل النقل القسري للأطفال إبادة جماعية إذا ارتكبت بنية التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية.

ولم تخف روسيا إبعاد الأطفال عن أوكرانيا، ويقول مسؤولون روس إنهم ينقلون الأطفال الأوكرانيين بعيدا عن الأذى ويساعدونهم على التعافي من أهوال الحرب التي يلقون باللوم فيها على الغرب.

وكان مرسوم أصدره بوتين، العام الماضي، يسمح بمنح الأطفال الأوكرانيين غير المصحوبين بذويهم الجنسية الروسية ووضعهم في دور الحضانة.

وتمكنت السلطات والمنظمات الأوكرانية من إعادة أكثر من 360 طفلا، وذلك من خلال تقديم المساعدة لأمهاتهم، الذين عادة ما يقومون بالرحلة بمفردهم، لأن الرجال البالغين ممنوعون من مغادرة أوكرانيا.

وبحسب معطيات بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا قتل 525 طفلا وأصيب 1047 منذ بداية الصراع. وقد نتجت الغالبية العظمى 87 في المئة، من الضحايا عن “أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع النطاق”، بما في ذلك القذائف المدفعية والصواريخ والضربات الجوية والطائرات المسيرة المفخخة.