تدمير سد كاخوفكا.. تسجيل صوتي يشكف المسؤول

نشرت أوكرانيا ما قالت إنه إثبات على تورط روسيا في تدمير سد كاخوفكا الذي انهار يوم الثلاثاء الماضي

وأعلن جهاز الأمن الداخلي الأوكراني، الجمعة، أنه رصد مكالمة هاتفية تثبت أن القوات الروسية فجرت محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية والسد في منطقة خيرسون بجنوب البلاد.

ونشر الجهاز مقطعاً صوتياً مدته دقيقة ونصف الدقيقة للمحادثة المزعومة على قناته في تيليغرام، مشيرا إلى أن الاتصال الهاتفي تم اعتراضه من قبل أمن الدولة.

فيما سمع شخصان، قيل إنهما روسيان، يتحدثان عن تدمير السد وتداعياته.

وقال رجل منهما وصفه جهاز الأمن الداخلي الأوكراني بأنه جندي روسي “إن الأوكرانيين لم يضربوه.. كانت هذه مجموعتنا التخريبية… أرادت تخويف الناس بهذا السد”.

وأضاف: “لكن الأمر لم يمض وفق الخطة، وقاموا بأكثر مما خططوا له”، وفق رويترز.

أدلة تكشف المتورط في تدمير سد كاخوفكا

يشار إلى أن انهيار السد الذي حصل الثلاثاء الماضي في منطقة تسيطر عليها القوات الروسية، أدى إلى غرق حوالي 14 ألف منزل في 15 بلدة بمقاطعة خيرسون، فيما نزح الآلاف أيضا عن المنطقة.

ويغذي هذا السد الضخم الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية مناطق الجنوب بالمياه، ومن ضمنها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014.

كما يوفر أيضا خزان تفريغ للمياه التي تُبرد مفاعلات زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.

كذلك يشكل الخزان خلف السد أحد المعالم الجغرافية الرئيسية في البلاد، وكانت مياهه تروي أجزاء كبيرة من أوكرانيا، إحدى كبريات الدول المصدرة للحبوب في العالم.

أقمار استخبارات أمريكية

وفي السياق، قال مسؤول بارز في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إن أقمار استخبارات أمريكية رصدت انفجارًا في سد كاخوفكا قبل انهياره، لكن لا يتضح حتى الآن من يقف وراء ذلك، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

أوضح المسؤول للصحيفة أن هذه الأقمار مزودة بمستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، ورصدت إشارة حرارية تكشف عن وجود انفجار كبير قبيل انهيار السد الواقع على نهر دنيبرو شرقي أوكرانيا في منطقة خاضعة لسيطرة القوات الروسية.

كما أشار المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، بحسب “نيويورك تايمز”، إلى أن شكوك محللي الاستخبارات الأمريكية تتجه إلى أن روسيا هي من تقف وراء تدمير السد، لكنه أضاف أنه إلى الآن لا تمتلك واشنطن أي دليل ملموس على من يقف وراء هذا الاستهداف.

فيما قال خبراء في مجالي الهندسة والذخائر، إن سبب الدمار الذي حدث على الأرجح يعود لتفجير متعمد داخل جسم السد، وأضافوا أن احتمالية الانهيار بسبب مسألة فنية في بنيته أو هجوم من خارج السد تبقى محتملة، لكن بدرجة أقل منطقية.

أدلة تكشف المتورط في تدمير سد كاخوفكا

لقطات بالأقمار الاصطناعية للسد الأوكراني قبل انهياره (رويترز)

وفي سياق متصل، أعلن معهد الزلازل النرويجي (نورسار)، الجمعة، رصده انفجارًا في منطقة سد كاخوفكا لحظة تدميره الثلاثاء.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤولين في المعهد، أن ذلك يعزز فرضية أن السد “لم ينفجر نتيجة الأضرار التي لحقت به خلال أشهر من القصف العنيف”.

وقال مسؤول في نورسار، للوكالة “نحن متأكدون من وقوع انفجار”.

وبحسب هذا المرصد المستقل، حصل الانفجار عند الساعة 02,54 صباحا بالتوقيت المحلي، في موقع تتوافق إحداثياته مع إحداثيات سد كاخوفكا على نهر دنيبرو.

وبلغت قوته ما بين “بين 1 و2” على ما أضاف “نورسار” الذي لم يحسب بعد ما يعادله من مادة “تي إن تي” المتفجرة.

وقد رصدته محطة قياس بوكوفينا في رومانيا، على مسافة نحو 620 كيلومترا من مكان حدوثه، بحسب فراس برس.

وتسبب تدمير السد “جزئيا” بفيضانات غمرت عددا من البلدات الصغيرة على طول نهر دنيبرو.

وغمرت الفيضانات مدينة صغيرة وقرابة عشرين قرية، وأدت إلى إجلاء 17 ألف شخص، ما أثار مخاوف من حدوث كارثة إنسانية.

وتبادلت موسكو وكييف اللوم بشأن “تفجير السد”، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، حيث قال السفير الروسي، فاسيلي نيبينزيا، إن “التخريب المتعمد الذي قامت به كييف لبنية تحتية حيوية خطير جدا ويمكن أن يعتبر أساسا جريمة حرب أو عملا إرهابيا”، محملا كييف و”رعاتها الغربيين (…) المسؤولية الكاملة عن المأساة المستمرة”.

وبحسب فرانس برس، رد السفير الأوكراني، سيرغي كيسليتسيا، بالقول “لاحظنا من قبل أسلوب إلقاء اللوم على الضحية للجرائم التي ترتكبونها”، مدينا عمل “الإرهاب البيئي والتكنولوجي” ضد هذا السد.

وقال “من خلال اللجوء إلى تكتيك الأرض المحروقة أو في هذه الحالة الأرض المغمورة، يعترف المحتلون الروس في الواقع بأن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها ليست لهم وأنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالحفاظ عليها”.