منفذ هجوم أنسي من الحسكة في سوريا
قالت مدعية محلية فرنسية، السبت، إنه تقرر وضع المشتبه به في هجوم بسكين، أسفر عن إصابة أربعة أطفال واثنين من المتقاعدين بجروح في بلدة أنسي جنوب شرق فرنسا يوم الخميس، قيد الاحتجاز.
وذكرت لين بونيه ماتيس المدعية العامة بالبلدة أن المشتبه به يخضع لتحقيق رسمي بتهمة الشروع في القتل واستخدام سلاح لمقاومة عملية القبض عليه.
وقال تلفزيون “بي إف إم” في وقت سابق، إنه جرى نقل المشتبه به من مركز الشرطة المحتجز به ليمثل أمام أحد القضاة. وأظهرت صور بثها التلفزيون المشتبه به، بينما يحمله أفراد من الشرطة على محفة إلى سيارة سوداء تنتظر عند الباب الخلفي لمركز الشرطة.
كما أظهرت صور لوكالة “رويترز” للأنباء السيارة السوداء وسيارات للشرطة عدة تغادر مركز الشرطة.
ومن المقرر أن تعقد لين بونيه ماتيس المدعي العام بمدينة أنسي، التي تقود التحقيق في الهجوم الذي وقع يوم الخميس، مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق اليوم (السبت).
ويخضع المشتبه به، وهو لاجئ سوري عمره 31 عاماً، للتحقيق بتهمة الشروع في القتل. وقالت المدعي العام إنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن الإرهاب كان دافع المهاجم.
من هو المهاجم؟
عبدالمسيح هـ. من مواليد 1 أكتوبر/تشرين الأول 1991، بمدينة الحسكة في سوريا التي اضطر سكانها إلى هجرها بعد سيطرة تنظيم داعش عليها.
وتزعم زوجته السابقة السويدية، والتي أدلت بشهادتها عبر الهاتف على قناة BFMTV الفرنسية، أنهما التقيا قبل خمس سنوات في تركيا حيث كانا يدرسان معًا في معهد علوم التمريض، ثم انتقلا عقب ذلك إلى مدينة ترولهاتان بالسويد.
رُزقا بطفلة تبلغ اليوم من العمر 3 سنوات، وتصف المتحدثة زوجها بأنه رجل “لطيف” و”أب جيد”. خلال سنوات إقامته تلك، تعلم عبدالمسيح اللغة السويدية والإنجليزية في كومفوكس، وهي مدرسة ثانوية للبالغين في السويد.
وصل عبدالمسيح هـ. إلى السويد، وكان حينها في العشرينات من عمره، على الفور، تقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة وعمل. بعد بضعة أشهر، حصل على تصريح إقامة دائمة.
في عام 2017، تقدم بطلب للحصول على الجنسية السويدية تم رفضه، جدد طلب الجنسية في صيف 2022، بسبب عدم التجاوب معه إيجابًا، اختار مغادرة السويد، خلافًا لزوجته التي قالت لصحيفة إكسبرسن السويدية “انفصلنا لأنني لم أرغب في مغادرة السويد”، لم تسمع عنه الكثير منذ أربعة أشهر، سوى أنه اتصل بها ليخبرها أنه يعيش في كنيسة.
وصل إلى فرنسا في نوفمبر 2022، وحصل على وضع اللاجئ في السويد في نهاية أبريل/نيسان 2023، ويوم الأحد 4 يونيو/حزيران 2023، تم رفض طلب اللجوء الذي قدمه في فرنسا، أي قبل أربعة أيام من ارتكابه الفعل الجرمي.
تعرف العدالة السويدية عبدالمسيح هـ. من خلال جريمة واحدة تتعلق بالتحايل للاستفادة من المزايا الاجتماعية، خلال دراسته، حصل على منحتين دراسيتين وإعانة بطالة تسمى A-kassa، حسب صحيفة Aftonbladet اليومية السويدية. وكان قد حُكم عليه في عام 2022 بعقوبة مع وقف التنفيذ وغرامة مالية.
عاش المهاجم في أنسي بداية بشكل طبيعي مع رفيقه البالغ من العمر 26 عامًا، ويقول شهود عيان إنه قضى مدة شهرين في منتزه المدينة “أنسي بارك”، وحسب المدعية العامة في أنسي فإنه لم يكن تحت تأثير المخدرات ولا تحت تأثير الكحول حين طعن الضحايا.
في مقطع فيديو التقطه أحد المارة أثناء الهجوم، يظهر عبدالمسيح وهو يلبس ملابس سوداء، ومغطى الرأس، ويرتدي نظارة شمسية. بعد دقائق قليلة من الهجوم، سمع وهو يصرخ باللغة الإنجليزية “باسم يسوع المسيح”، ثم لوح بسكينه بيده اليمنى، فيما أمسك بالأخرى الصليب الذي يرتديه حول رقبته قبل أن تطلق الشرطة عليه النار وتعتقله.
حسب المدعية العامة المحلية فإنه يخضع للتحقيق بتهمة الشروع في القتل.
وفق شهود عيان تحدثوا إلى “فرانس بلو” شوهد المشبه به في المنطقة التي وقع فيها الهجوم قبل نحو شهرين – كان يتردد إلى هناك كل صباح، ويمكث حتى الليل.
قال مصدر في الشرطة إنه لم يكن معروفا لدى “أي جهاز مخابرات” وليس له “تاريخ نفسي محدد”. في يوم الأحد 4/6، تم تفتيش المشتبه به من قبل الشرطة لأنه “كان يهم بالاغتسال في بحيرة أنسي”، وفق تصريحات وزير الداخلية جيرالد دارمانان.