النظام الإيراني يستخدم الأطفال المشردين لتنفيذ أعماله المشبوهة
في أول مقابلة له بعد مغادرة إيران، اتهم مؤسس “جمعية الإمام علي” الخيرية النظام الإيراني بـ”استغلال” الأطفال المشردين في “قمع” المتظاهرين و”التوزيع المنظم للمخدرات” و”تجارة الجنس” للفتيات.
و”جمعية الإمام علي” مؤسسة خيرية؛ دأبت بعض وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري الإيراني في السنوات الأخيرة على اتهامها دائمًا بالعمل ضد النظام تحت ستار مساعدة المحتاجين؛ وهو اتهام لطالما أنكرته هذه المؤسسة، وعدد كبير من النشطاء المدنيين.
وفي مقابلته الأولى بعد إطلاق سراحه من السجن ومغادرة البلاد، اتهم شارمين ميمندي نجاد، مؤسس “جمعية الإمام علي” الخيرية، التي أغلقت في عام 2020، بضغط من النظام الإيراني، باستخدام “الأطفال المشردين” كقوة لقمع الاحتجاجات الشعبية.
وهذا اتهام سبق أن تم توجيهه إلى النظام الإيراني و”الحرس الثوري”، وخاصة في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد والتي بدأت بوفاة مهسا أميني في حجز دورية الإرشاد، وقد أثير مرة أخرى مع نشر صور ومقاطع فيديو تظهر تواجد هؤلاء الأطفال مع قوات القمع.
وأعلن المئات من أعضاء وأنصار “جمعية الإمام علي” في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، في ذروة احتجاجات “المرأة، الحياة، الحرية”، في بيان أن النظام الإيراني قد أعطى عددا من الأطفال الفقراء “بضعة أكياس طعام” لـ”قمع” المتظاهرين في شوارع إيران.
وفي مقابلته الحصرية مع “بي بي سي” الفارسية، والتي نُشرت يوم الثلاثاء 13 يونيو (حزيران)، أكد ميمندي نجاد أن المؤسسات العسكرية والأمنية للنظام الإيراني تستخدم الأشخاص الذين تعرضوا “للاغتصاب” و”العنف” في طفولتهم لأغراض قمعية.
لذلك، وفقًا لما ذكره مؤسس “جمعية الإمام علي” الخيرية، فإن المدعي في قضيته هو “مقر ثار الله” التابع للحرس الثوري، المسؤول عن أمن العاصمة والذي يلعب دورًا أساسيًا في قمع المحتجين.
لكن استغلال النظام للأطفال لا يقتصر على قمع المتظاهرين فقط. علاوة على ذلك، وفقًا لما قاله ميمندي نجاد، هناك أيضًا “تجارة جنسية للفتيات المشردات” تتم في إطار “زواج المتعة” في أماكن مثل المناطق المحيطة بالأضرحة.
وفي جزء آخر من مقابلته، أشار ميمندي نجاد إلى “الوضع المشبوه لتوزيع المخدرات في المناطق المحرومة والفقيرة، وخاصة بين الأطفال”، ويقول إن شبكة توزيع المخدرات في إيران تعمل “أقوى وأفضل من توزيع الخبز، وتصل إلى العميل بسهولة، وفي كثير من الأماكن تظن أن المخدرات مدعومة مالياً”.
ويقول إن من أسباب رفض النظام لجمعيته الخيرية التقارير التي قدمتها مؤسسته إلى وزارة الداخلية والمؤسسات الأمنية من خلال تصوير وتوثيق أزمة المخدرات.
ووفقًا لما ذكره ميمندي نجاد، في كل مرة تنطلق فيها حركة احتجاجية في إيران، وتتم مواجهتها بالقمع وتؤدي في النهاية إلى خيبة أمل الشباب، نواجه على الفور انتشارًا واسعًا لتوزيع المخدرات في المجتمع.
وتم اعتقال شارمين ميمندي نجاد، مؤسس “جمعية الإمام علي” ، في يوليو (تموز) 2020 من قبل منظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني، وأفرج عنه في 27 أكتوبر (تشرين الأول) بعد دفع كفالة ملياري تومان.
وبعد اعتقاله من قبل قوات استخبارات الحرس الثوري الإيراني، اتُهم “بإهانة مرشد ومؤسس النظام الإيراني والعمل ضد الأمن القومي”.