ما علاقة تمرد بريغوجين وتمرد فاغنر ضد موسكو بالعلاقات الروسية الصينية؟
تساؤلات عدة أثارها كثير من المحللين بشأن قدرة الرئيس، فلاديمير بوتين، على إحكام قبضته على البلاد عقب التمرد المسلح الذي شنه مرتزقة “فاغنر“، ومدى تأثير ذلك على علاقته بالصين، حليفه الأبرز.
ويرى عدد من الخبراء أن التمرد الذي لم يدم طويلا ضد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نهاية الأسبوع الماضي، قد يثير الشكوك في أن روسيا يمكن أن تكون الشريك المستقر والموثوق الذي تحتاجه الصين لتحقيق طموحاتها، وفقا لموقع “أكسيوس“.
وأوضح الموقع في تقرير، الثلاثاء، أن بكين تعتمد على تحقيق هدفها المتمثل في إيجاد بديل للنظام العالمي الذي يقوده الغرب جزئيا على بقاء نظام روسي راغب وقادر على دعم هذا الهدف.
وذكر أن عدم استقرار روسيا من شأنه أن يخلق بيئة أمنية أضعف لبكين ويحتمل أن يعيق دعم الكرملين للصين في حالة الصراع مع الغرب.
لكن بعض المحللين يرون أن الأحداث التي وقعت في نهاية هذا الأسبوع في روسيا تضعف قوة بوتين، تاركة جيران روسيا في الجنوب والحليف الأكبر، الصين، يخوضون غمار المجهول.
ومن المثير للاهتمام أن وسائل التواصل الاجتماعي الصينية التي تخضع لرقابة مشددة، أظهرت إعراب بعض المستخدمين عن قلقهم بشأن ما قد يحدث في روسيا وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الصين.
وتطرق المسؤولون الصينيون أخيرًا إلى الوضع في روسيا يوم الأحد، ووصفوها بأنها شؤون داخلية لروسيا وتعهدوا بدعم روسيا وحماية الاستقرار الوطني.
وخلال التمرد المسلح الذي استمر 24 ساعة ووصلت خلاله قوات “فاغنر” إلى بُعد أقل من 400 كيلومتر من موسكو، تحدى زعيم المجموعة شبه العسكرية، يفغيني بريغوجين، مباشرة سلطة الرئيس الروسي قبل أن يسحب رجاله ويغادر إلى بيلاروسيا المجاورة، بحسب وكالة “رويترز”.
وقبل انسحابها، سيطرت قوات “فاغنر” على مقر قيادة الجيش الروسي في روستوف (جنوب غرب روسيا)، ومركز إدارة العمليات في أوكرانيا.
وقال بريغوجين، في وقت سابق الاثنين، في أول تسجيل صوتي له منذ إنهاء التمرد، إن هدفه من إرسال مقاتليه نحو موسكو كان إنقاذ مجموعته المهددة بالحل وليس الاستيلاء على السلطة.
وكان رجل الأعمال الروسي المعروف باسم “طباخ بوتين” يكتسب شعبية من دخول قواته إلى الخطوط الأمامية بأوكرانيا، الصيف الماضي، وسط خسائر تكبدها الجيش النظامي، وفقا لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”، الثلاثاء.
وكانت القوة المتزايدة لمرتزقة فاغنر بمثابة توازن للقوات المسلحة النظامية أيضا، وهي أداة إضافية يحمي بها بوتين سلطته.
لكن الصراع بين زعيم “فاغنر” ووزير الدفاع الروسي خلق مشاكل للقيادة الروسية. وبدأ بريغوجين في انتقاد القوات النظامية علانية، بما في ذلك وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو.
وزادت صادرات روسيا من الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى الصين مرتين ونصف في عام 2022 ، بينما زادت صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى الصين بأكثر من الضعف. كما زادت الصين العام الماضي من حجم إنتاجها من الفحم الروسي بنسبة 20 في المائة، وفقا لوكالة “رويترز”.