مقتل الفتى نائل يعيد الجدل حول العنصرية في فرنسا

انتهت السبت مراسم تشييع جنازة الفتى نائل، والذي قتل برصاص شرطي في نانتير بضواحي باريس الثلاثاء الماضي، ما فجر احتجاجات عنيفة ضد العنصرية في فرنسا.

وإثر مقتل القاصر ذي الـ17 عاما، أعلنت وزارة الداخلية توقيف أكثر من 1300 شخص في الليلة الرابعة على التوالي من اندلاع أعمال العنف في مدن عدة.

ودعا محامو عائلة الفتى وسائل الإعلام إلى عدم حضور المراسم “احتراما لخصوصية العائلات الثكلى”.

وقرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرجاء زيارة رسمية إلى ألمانيا بسبب الوضع في بلاده.

وخلال فقرتنا اليومية “الرأي رأيكم” سألنا المشاهدين: “هل سبق لك وأن تعرّضت لمواقف عنصرية من قبل؟”

وكانت الإجابات على الشكل التالي

  • نعم 64%
  • لا 36%

 

وحول نتائج التصويت يقول الدكتور توفيق قويدر شيشي عضو حزب الجمهورية للأمام في فرنسا إنها نسبة حقيقية وواقعية، وهناك استطلاعات رأي تقول إن فرنسا بلد عنصري، فيما يخص ممارسة العقائد والشعائر الدينية والمعتقدات والتقاليد، ولا يمكن مقارنة فرنسا مع الجارة بريطانيا.

وأضاف في حواره مع “أخبار الآن” أن سياسة الاندماج في فرنسا فشلت على عكس ألمانيا التي نجحت في دمج السوريين واللاجئين بالمجتمع الألماني.

الرأي رأيكم| بعد مقتل نائل.. هل تعرّضت لمواقف عنصرية من قبل؟

وحول ما يجب فعله يقول “شيشي”: “يجب عدم المراهنة على الحل الأمني، لابد من الدعوى للتعقل والحوار مع الشباب، ويجب على وزير الداخلية التخلي عن السياسة الاستئصالية هذه، وعلى الرئيس ماكرون القيام على الأقل بزيارة إلى المنطقة وإلى العائلة، ولا ممثل من وزارة الداخلية ولا الناطق الرسمي باسم الحكومة ولامسؤول حزبي ذهب لمواساة العائلة”.

فرنسا ترفض الاتهامات بالعنصرية

وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن “أي اتهام لقوات الشرطة في فرنسا بالعنصرية أو التمييز المنهجي لا أساس له من الصحة”. مشددة على أن “الفحص الدوري الشامل الأخير الذي خضعت له بلادنا، مكننا من إثبات ذلك”.

وأضافت أن “فرنسا وقوات إنفاذ القانون التابعة لها تكافح العنصرية، وجميع أشكال التمييز بحزم. ولا مجال للتشكيك في هذا الالتزام”.

وكانت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمداساني قالت خلال مؤتمر صحافي في جنيف الجمعة، إنه “حان الوقت ليعالج هذا البلد بجدية مشاكل العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن”.

لكن الخارجية الفرنسية شددت على أن “قوات الأمن تتعامل بمهنية كبيرة مع أوضاع وأعمال عنف شديدة”.

وأضافت أن “استخدام الشرطة والدرك الوطنيين للقوة محكوم بمبدأي الضرورة المطلقة والتناسب، ويخضع لإشراف ورقابة صارمين”، مشيرة إلى “إصابة 249 شرطياً بجروح خلال أعمال العنف في الأيام الأخيرة”.

اعتذار وتوضيح

أصيب نائل الثلاثاء برصاصة قاتلة في صدره أطلقها شرطي من مسافة قريبة أثناء تدقيق مروري. ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاماً تهمة “القتل العمد”.

وقالت منية والدة نائل: “لا ألوم الشرطة، أنا ألوم شخصاً واحداً: الشخص الذي قتل ابني”. ونبهت لقناة “فرانس 5″، إلى أن الشرطي “رأى فتى عربياً، فتى صغيراً، ورغب في التخلص منه”.

وتقدم الشرطي المحتجز بالاعتذار من عائلة الفتى حسب محاميه، الذي أكد أن موكله لم يرغب “بالقتل”.