الناتو يتوسع.. ووعود باستمرار الدعم لأوكرانيا
على مدى يومين متتالين عقدت قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليتوانيا.. ملفات كثيرة طرحت كانت ذات أهمية بالغة.
لكن دول الحلف لم تحدد إطارا زمنيا لانضمام كييف إلى الناتو، الأمر الذي أثار غضب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وفي المقابل تعتزم الدول الأعضاء في مجموعة السبع التصديق خلال القمة على حزمة أمنية طويلة الأجل لأوكرانيا.
ورحب زيلينسكي بالضمانات الأمنية التي قررت مجموعة السبع تقديمها لبلاده، مؤكداً في الوقت عينه أن هذه الضمانات لا يمكن أن تحل محل مطلب أوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في فيلنيوس إنّه يتعين النظر إلى وعود مجموعة السبع ليس على أنها بديل عن الانضمام إلى الناتو إنما كضمانات أمنية باتجاه عضويتنا في الحلف.
وأضاف “يمكننا التأكيد أن نتائج القمة جيدة، لكن يتعين أن نتسلم دعوة، لتكون تلك النتيجة الأمثل.
حزمة أمنية
وتشمل الحزمة الأمنية تقديم معدات دفاعية وتدريب وتبادل معلومات استخباراتية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن الاتفاق يبعث إشارة قوية إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. مبينا أن حلفاء كييف يعززون ترتيباتهم الرسمية من أجل حماية أوكرانيا على المدى الطويل”.
وأضاف: “لا يمكننا على الإطلاق أن نشهد تكرارا لما حدث في أوكرانيا، وهذا الإعلان يؤكد من جديد التزامنا بضمان عدم تركها عرضة لنوع الوحشية الذي مارسته روسيا عليها مرة أخرى.
قال سوناك إن دعم مساعي كييف لعضوية الناتو وكذلك الترتيبات الرسمية متعددة الأطراف والثنائية من جانب الدول الأعضاء في الحلف يبعث رسالة واضحة إلى الرئيس الروسي ويعيد السلام إلى أوروبا
وأضاف أن المملكة المتحدة نهضت بدور بارز في الاتفاق الذي يضم شركاء في مجموعة الدول السبع، كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة.
السويد وفنلندا.. إلى حلف الناتو
قبيل انطلاق القمة أعلنت تركيا منح الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى الناتو بشروط كانت وافقت عليها السويد واتخذت إجراءات متعددة لتنفيذها.
وكان الشرط التركي الأخير موافقة الاتحاد الأوروبي على العودة للمفاوضات بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد بعد أن كانت توقفت المفاوضات عقب تعثرها بسبب قضايا تتعلق بحقوق الإنسان.
أما فنلندا فقد كانت قد حصلت على تأييد كبير لانضماما إلى الحلف.
وبالنسبة لكييف فهي تتقبل فكرة عدم تمكنها عن الانضمام إلى الناتو لكونها في حالة حرب مع روسيا، بيد أنها ترغب في الانضمام في أسرع وقت بعد انتهاء المعارك.
وقال زيلينسكي في العاصمة الليتوانية يوم الثلاثاء: “الناتو سيمنح أوكرانيا الأمن، وأوكرانيا ستجعل الحلف أقوى”.
وكان زيلينسكي قد نشر تغريدة في وقت سابق قال فيها إن “عدم الوضوح هو ضعف”، وأضاف أن عدم تحديد إطار زمني متفق عليه يعني أن عضوية بلاده يمكن أن تصبح ورقة مساومة في النهاية.
وإن كان الناتو لم يحدد على الأرجح متى وكيف يمكن لأوكرانيا الانضمام إليه، فإن دبلوماسيين أكدوا أنهم حددوا مسارا واضحا للعضوية، فضلا عن اختصار عملية التقديم المرهقة بشكل كبير.
وقالوا إنهم أدركوا أن الجيش الأوكراني أصبح “قابلا للعمل المتبادل” بشكل كبير وأكثر “تكاملا من الناحية السياسية” مع قوات الناتو، وتعهدوا بمواصلة دعم الإصلاحات في قطاعي الديمقراطية والأمن في أوكرانيا.
وتخشى بعض الدول الأعضاء من أن تدفع العضوية شبه التلقائية لأوكرانيا في الحلف روسيا نحو تصعيد الحرب وإطالة مدتها.
تحديات الحلف
في كلمة بافتتاح الاجتماع، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: إن الناتو تحالف إقليمي في أوروبا والمحيط الأطلسي، ولكن التحديات التي نواجهها عالمية.
وأوضح ستولتنبرغ أن الأحداث التي تشهدها المنطقة الأوروبية الأطلسية ومنطقة الهندي الهادئ مهمة لبعضها، مشيرا إلى أن الحرب في أوكرانيا لها تداعيات عالمية.
وأضاف أن الإرهاب والتهديدات السيبرانية لا تعرف حدودا، ويجب أن نقف معا من أجل نظام عالمي قائم على القواعد، لذلك من المهم مشاركة الشركاء في قمة اليوم.