روسيا تقرر إنهاء اتفاقية “الحبوب الأوكرانية” اعتبارًا من الاثنين
- بريطانيا رأت أن إعلان روسيا إنهاء اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية “مخيب للآمال”
- اتفاق الحبوب الأوكرانية أتاح تصدير أكثر من 32 مليار طن من الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية رغم الغزو الروسي
أكد الكرملين الاثنين أن الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية الذي تنتهي صلاحيته منتصف الليل (الساعة 21,00 ت غ) “انتهى عمليا”، لكن روسيا مستعدة للعودة إليه “فورا” عند تلبية شروطها.
وأوضح الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف “اتفاق البحر الأسود انتهى عمليا اليوم” الاثنين، مضيفا “ما أن يلبى الجزء المتعلق بروسيا (في الاتفاق) ستعود روسيا فورا إلى الاتفاق حول الحبوب”.
وكانت موسكو قد هدّدت منذ أسابيع بعدم تمديد الاتفاق مشتكية من عوائق أمام تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة.
ردود الفعل
وفور الإعلان الروسي، أدانت العديد من المنظمات والدول القرار، حيث انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين “بشدة” إعلان موسكو.
وقالت في تغريدة “إنني أدين بشدة القرار الروسي بإنهاء اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب، على الرغم من جهود الأمم المتحدة وتركيا. الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدًا لضمان الأمن الغذائي للسكان الضعفاء على هذا الكوكب”.
I strongly condemn Russia’s cynical move to terminate the Black Sea Grain Initiative, despite UN & Türkiye’s efforts.
EU is working to ensure food security for the world’s vulnerable. #EUSolidarityLanes will continue bringing agrifood products out of Ukraine & to global…
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) July 17, 2023
ومن جانبه، أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن أسفه للإعلان مشيرًا أنه “سيعرض الأمن الغذائي في العالم وقدرة جميع سكان العالم على الحصول على إمدادات الحبوب والأسمدة”.
وأكد ميشال عن دعمه لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تمديد الاتفاق.
خيبة أمل
يأتي هذا فيما أعلنت الحكومة البريطانية الاثنين، أن إعلان روسيا إنهاء اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية “مخيب للآمال” وهي تعتبر حاسمة بالنسبة للغذاء العالمي.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك: “من الواضح أنه مخيب للآمال. لكننا سنواصل المحادثات”. واضاف “إذا لم تجدد روسيا الاتفاقية فستحرم الملايين من إمدادات الحبوب الأساسية بالنسبة لهم”.
غير معقول
ومن ناحيته،قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إن: “قرار روسيا بوقف المشاركة في الاتفاق الذي مضى عليه عام والذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود “غير معقول” ودعا إلى استعادة الاتفاقية. أسرع وقت ممكن”.
وعلى جانبِ آخر، قال بلينكين للصحافيين إن: “واشنطن تراقب الوضع بعد هجوم ليل الأحد الذي دمر الجسر البري الذي يربط شبه جزيرة القرم بجنوب روسيا”.
وقف الابتزاز
وعلى النهج ذاته، دانت باريس قرار روسيا مطالبة موسكو بـ “وقف ابتزازها للأمن الغذائي العالمي”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان: “روسيا وحدها مسؤولة عن عرقلة الملاحة في هذا المجال البحري وتفرض حصارًا غير قانوني على الموانئ الأوكرانية”، مطالبة روسيا بـ”التراجع عن قرارها”.
دعوة لتمديد الاتفاقية
ومن ناحيتها، دعت الحكومة الألمانية روسيا الإثنين إلى تمديد العمل باتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية بعدما اعتبرها الكرملين في حكم المنتهية، مؤكدة أهميتها للأمن الغذائي العالمي.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة كريستيان هوفمان للصحافيين “نواصل دعوة روسيا إلى السماح بتمديد إضافي لاتفاقية الحبوب” التي تنقضي مهلتها رسميا بحلول الساعة 21,00 ت غ ليل الإثنين.
ورأت أن “النزاع يجب ألا يتم خوضه على حساب الأكثر فقرًا على هذا الكوكب”.
وأعربت هوفمان عن أمل برلين “بألا يقتصر هذا الاتفاق في المستقبل على مهلة زمنية محددة أو لمهلة قصيرة، بل أن يصبح متاحا تصدير الحبوب والأسمدة من أوكرانيا على مدى طويل”.
الهدف من الاتفاقية
وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا في تموز/يوليو 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، للتخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.
أتاح الاتفاق الذي تمّ تمديده مرتين منذ ذلك الحين، تصدير أكثر من 32 مليار طن من الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية على رغم الغزو الروسي الذي بدأ اعتبارا من شباط/فبراير 2022.
وسبق لبوتين أن لوّح مرارا بالانسحاب من هذا الاتفاق على خلفية عدم الإيفاء بالالتزامات المتعلقة بروسيا فيه.