طالبان تفرض قيودا أكثر تشدداً على النساء
تواصل حكومة طالبان في أفغانستان تشديد القيود المفروضة على النساء والفتيات خاصة فيما يتعلق باستمرارهن في التعليم والوظائف الأخرى، حسبما ذكر تقرير الأمم المتحدة حول أوضاع حقوق الإنسان الصادر يوم الاثنين.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في التقرير، الذي يغطي شهري مايو ويونيو، إن وزارة الصحة العامة في طالبان أعلنت أنه سيتم السماح للذكور فقط بإجراء الاختبارات لمتابعة الدراسات الطبية المتخصصة.
ويأتي هذا في أعقاب فرض حظر على طالبات الطب من التقدم لامتحانات التخرج في فبراير، وحظر التحاق النساء بالجامعات في ديسمبر، بحسب التقرير.
منع وقيود
أشارت الأمم المتحدة إلى أنها سجلت حالات فرضت فيها طالبان قيودا أعلنت عنها سابقا على حرية المرأة في التنقل والوظائف.
وجاء في التقرير أنه في أوائل مايو، ألقت قوات طالبان القبض على موظفتين أفغانيتين تعملان في منظمة دولية غير حكومية في أحد المطارات لأنهما سافرتا دون محرم.
وفي يونيو، تم اعتقال قابلة واستجوابها لمدة خمس ساعات من جانب جهاز استخبارات طالبان، الذي هددها بالقتل إذا واصلت عملها مع منظمة غير حكومية. وقال التقرير إنها استقالت بعد يومين نتيجة لذلك.
وأضافت المنظمة “أوقفت وزارة الاقتصاد ترخيص منظمتين غير حكوميتين أخريين بسبب وجود موظفات في مكاتبهما”.
كما وردت أنباء عن وقوع اعتداءات جسدية ضد النساء، منها واقعة قامت فيها عناصر وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في طالبان بضرب امرأة بالعصا وأجبروها على مغادرة حديقة عامة، على حد قولها.
ورغم وعودها بادئ الأمر بحكم أكثر اعتدالا مما كان عليه خلال فترة اعتلائها السلطة في تسعينيات القرن الماضي، فإن طالبان فرضت إجراءات صارمة منذ سيطرتها على مقدرات الأمور في أفغانستان في أغسطس من عام 2021.
اعتقال المعترضين
أشار تقرير بعثة الأمم المتحدة إلى أن عدد المحتجزين في السجون الأفغانية في جميع أنحاء البلاد قد وصل إلى ما يقرب من 15 ألف شخص، وهو ما يمثل زيادة عن المتوسط البالغ 10 آلاف الذي تهدف إدارة سجون طالبان إلى الإبقاء عليه منذ منتصف عام 2023.
كان من بين المحتجزين نساء وفتيات أنهين فترة عقوبتهن أو تم تحديدهن من قبل للإفراج عنهن لكنهن يفتقرن إلى الأوصياء الذكور الذين يمكن إطلاق سراحهم، بحسب بعثة الأمم المتحدة.
وذكر التقرير أن “عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفية لأفراد الحكومة والجيش السابقين المتهمين في كثير من الأحيان بالانتماء إلى جبهة المقاومة الوطنية لا سيما في مقاطعتي كابول وبنجشير”.
تشن جبهة المقاومة الوطنية مقاومة مسلحة ضد طالبان من مخابئ جبلية في بنجشير والمناطق المحيطة بها. وتشن من حين لآخر غارات حرب العصابات على مقاتلي طالبان لكنها لم تكن قادرة على تشكيل أي تحد كبير.
وقالت البعثة: “تواصل سلطات الأمر الواقع الاعتقال التعسفي للصحفيين واحتجازهم”. واعتقلت شرطة الآداب التابعة لطالبان أربعة صحفيين في أوائل مايو في مدينة خوست جنوب شرق أفغانستان. وصدرت تعليمات للمعتقلين بعدم نشر تقارير إخبارية ضد طالبان ، قبل إطلاق سراحهم بعد ثلاثة أيام.
وكشف التقرير إن مرتضى بهبودي، وهو صحفي فرنسي أفغاني ، اعتقل في 7 يناير وظل محتجزًا لدى أجهزة مخابرات طالبان في كابول بتهم غير معروفة.
وزعم مجاهد في بيانه على تويتر أن الأفراد داخل بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان قد يسيئون استخدام المنظمة لدعم حملة دعائية ضد طالبان. وأضاف أن قوات طالبان الأمنية تعمل جاهدة لضمان السلامة العامة ، وجميع مؤسسات الدولة مشغولة بخدمة الأمة الأفغانية.
وأوضح مجاهد أن “الوضع الإيجابي يتطلب من الأمم المتحدة التوقف عن نشر مثل هذه التقارير السلبية”.
محاكمات وعقوبات علنية
قال تقرير بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان إن حالات العقاب البدني القضائي، التي نُفِّذت بناءً على أمر محكمة وعادة ما تُنفذ في مكان عام، استمرت في مايو / ويونيو / حزيران ، على الرغم من الدعوات الدولية لإنهاء هذه الممارسة.
وتعرض العشرات من الأشخاص، بمن فيهم النساء ، للجلد علناً ، وأُعدم شخصان على الأقل ، أدينوا بارتكاب جريمة قتل ، أمام المتفرجين منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس / آب 2021.