مسؤولون روس: الهجوم على جسر القرم أصبح أمرًا روتينيًا
قوبل هجوم يوم الاثنين على الجسر الوحيد الذي يربط البر الرئيسي لروسيا بـ “شبه جزيرة القرم“، وهو ثاني هجوم خلال 10 أشهر، بتجاهلٍ شديد، بين النخب السياسية والتجارية الروسية على الرغم من مقتل شخصين وتعطيل خط عبور رئيسي.
ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، أصبح جسر القرم – الذي يأخذ الإمدادات العسكرية الروسية وقضاء العطلات الصيفية من وإلى شبه جزيرة البحر الأسود – هدفًا عسكريًا بارزًا.
ومن ناحيته، قال مسؤول حكومي روسي في تصريحاتٍ لصحيفة “موسكو تايمز”، – والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته -: “لا أرى الكثير من ردود الفعل الآن، فالأمر يبدو ساخرًا”، مؤكدًا: “هذه الهجمات أصبحت بالفعل روتينية”.
وعلى النهج ذاته، قال عضو في دوائر الأعمال الروسية للصحيفة ذاتها، عبر الهاتف: “يبدو أنه لم تعد هناك صدمة بين رجال الأعمال التنفيذيين الروس، لقد اعتدنا على ذلك”.
ووفقًا للتقارير، تعكس ردود الأفعال هذه مدى عدم ثقة دوائر النخبة داخل روسيا في إدارة بوتين، والقرارت التي يتخذها الرئيس الروسي منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.
واهتزت صورة بوتين وإدارته بشزة في أعقاب تمرد فاغنر وزعيمها يفغيني بريغوجين، وهو التمرد الذي أظهر بوتين بصورة عاجزة تمامًا عن إتخاذ أي رد فعل.
رد بوتين
وفي اجتماع روتيني مع مسؤولي الأمن والبناء بعد ظهر يوم الإثنين الماضي، تعهد الرئيس فلاديمير بوتين بأن: “روسيا ستنتقم من أوكرانيا”، وقد أمر الخدمات الخاصة الروسية بتعزيز أمن الجسر.
ولفت بوتين: “وزارة الدفاع بصدد صياغة مقترحات طريقة الرد”.
وفي هذا الصدد، اعتقدت بعض المصادر لـ “موسكو تايمز” أن رد الكرملين الرئيسي – والوحيد – من المرجح أن يكون موجة جديدة من الضربات الجوية على المدن الأوكرانية، كما فعلت في الماضي.
هجمات روسية
وفي وقت مبكر من يوم الثلاثاء، قال مسؤولون أوكرانيون إن موجة من الهجمات الروسية بطائرات مسيرة وصواريخ على الساحل الجنوبي لأوكرانيا أضرت بالميناء والبنية التحتية الصناعية بالقرب من مدينة أوديسا.
وقالت روسيا إنها نفذت “ضربة انتقامية” ضد مواقع زعمت أنها متورطة في التخطيط للهجوم على الجسر المؤدي إلى شبه جزيرة القرم.
ويزود جسر القرم الجيش الروسي في منطقتي خيرسون وزابوريجيا جنوب أوكرانيا عبر شبه جزيرة القرم بالمعدات والعتاد والأسلحة.
هجوم سابق على جسر القرم
وجاء هجوم أكتوبر 2022 على الجسر بمثابة صدمة للكرملين، حيث وعد بوتين شخصيًا باستعادته بحلول بداية الموسم السياحي لهذا العام بالإضافة إلى تعزيز الأمن، ولكن الآن أصبح الطريق السريع عبر مضيق كيرتش خارج الخدمة مرة أخرى.
وحتى الآن هذا الصيف، تعطلت حركة المرور على الجسر مرارًا وتكرارًا بسبب التهديد الذي يلوح في الأفق بضربات جوية.
ولهذا السبب، اضطر المسافرون إلى الانتظار في الاختناقات المرورية التي تمتد لعدة كيلومترات.
هذا وتوقفت السياحة – المحرك الرئيسي لاقتصاد هذه المنطقة -، مع ترك العديد من الفنادق على الساحل فارغة بسبب القلق من الحرب القريبة والهجوم المضاد المستمر في أوكرانيا.