فاغنر تمتلك العديد من الشركات وتستحوذ على عقود وصفقات
منذ تمرد فاغنر، يحاول الكرملين إجراء إحدى أكثر عمليات الاستحواذ تعقيدًا، حيث يسعى للسيطرة على الإمبراطورية العالمية المترامية الأطراف لمجموعة فاغنر، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال“.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجموعة التي أسسها رجل الأعمال، سفرجي بوتين، يفغيني بريغوجين، تتألف من عشرات الشركات التي تقود جهود الحرب في أوكرانيا، وتدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد وزعماء آخرين بدول إفريقية، إضافة إلى إدارتها مناجم الذهب والماس وعملها كذراع دبلوماسي غير رسمي للحكومة الروسية، بحسب الصحيفة.
وبعد سنوات من إنكار صلات موسكو بها، اعترف الرئيس فلاديمير بوتين بتمويل الجماعة، قائلاً إن الدولة دفعت لها 86 مليار روبل خلال العام الماضي، أي ما يعادل حوالي 950 مليون دولار.
وأفادت الصحيفة بأن الهيكل المعقد للشركات الوهمية التابعة للمجموعة عمليات فاغنر خارج روسيا، يطمس علاقاتها بالكرملين، ويجعل من الصعب محاسبة الدولة الروسية على أنشطتها بالخارج.
وبعد تمرد فاغنر الشهر الماضي واختفاء بريغوجين، يحاول بوتين كبح جماح المجموعة، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أن اتساع نطاق عملياتها، ناهيك عن مسألة مكان وجود رئيسها، “يعقدان هذه المهمة”.
وحددت الصحيفة أكثر من 70 شركة مرتبطة بريغوجين، نصفها تسيطر على مقاولات حكومية وعقارات، إلى جانب أصول فاخرة، مثل القوارب والطائرات في روسيا، فيما يتكون النصف الباقي من شركات تبدو غير متصلة، وتتشارك في التدخل السياسي ونشاط التعدين وتنظيم عمليات المجموعة بجميع أنحاء العالم.
وفي أعقاب تمرد زعيم فاغنر على الكرملين، أغلقت موسكو شركة بريغوجين الإعلامية، وألغت عقودها لتقديم الطعام والاستشارات والبناء، والتي كان الكرملين يحوّل بموجبها مليارات الدولارات للمجموعة، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.
من سوريا إلى إفريقيا
تحرك بوتين بعد “طعنة الظهر” التي قال إنه تلقاها من بريغوجين للسيطرة على رجال المرتزقة في سوريا، حيث تتمركز قوات كبيرة للجيش الروسي.
وأفادت وول ستريت جورنال أن توظيف مقاتلي فاغنر في سوريا، يتم من قبل شركة مرتبطة بزعيم المجموعة، وظفتها حكومة النظام السوري لحماية حقول النفط والغاز.
وتبقى عمليات “فاغنر” في سوريا مربحة وذات أهمية استراتيجية لبوتين، حيث تسيطر الشركات التابعة لها على أنشطة تطوير النفط والغاز، في ما يقرب من 10 آلاف ميل مربع من الأراضي السورية.
وفي إفريقيا، تدير المجموعة شبكة واسعة من العمليات العسكرية والتجارية، من خلال استغلالها لمناجم الذهب وحقول الغاز، في مقابل توفير الحماية والأمن لأنظمة عدد من الدول، ما سمح للكرملين، ببسط نفوذه بأقل قدر من الاستثمارات بحسب “وول ستريت جورنال”.
في المقابل، قالت الصحيفة إنها حاولت التواصل مع بريغوجين والكرملين وجميع الشركات التي تم الإشارة إلى أنها مرتبطة بمجموعة فاغنر، مشيرة إلى أنه “لم يستجب أي منهم لطلبات التعليق”.