تصاعد الضغط الدولي ضد الانقلابيين في النيجر
تصاعد ضغط المجتمع الدولي على الانقلابيين في النيجر عشية انتهاء إنذار وجهته المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) مؤكدة استعدادها للتدخل عسكرياً.
والسبت، أكدت الخارجية الفرنسية دعمها “بحزم وتصميم” لجهود إكواس لدحر محاولة الانقلاب، وقالت في بيان إن “مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك”.
والجمعة، اجتمع القادة العسكريون لدول المجموعة في العاصمة النيجيرية أبوجا لمناقشة سبل التعامل مع أحدث انقلاب في منطقة الساحل الإفريقي.
وقال مفوض الشؤون السياسية والأمن في المنظمة الإقليمية عبد الفتاح موسى “تم في هذا الاجتماع تحديد كل عناصر التدخل المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة”.
في الثلاثين من تموز/يوليو وبعد أربعة أيام من الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، أمهلت دول غرب إفريقيا الانقلابيين سبعة أيام، أي حتى مساء الأحد، لإعادة بازوم إلى منصبه تحت طائلة استخدام “القوة”.
بازوم بخير
وفي باريس، تظاهر نحو ثلاثين شخصاً تأييدا لبازوم بينهم رئيس وزرائه الذي قال “بالنسبة إلى الإنذار، لا يزال هناك وقت.. لا نزال نأمل أن تثمر المفاوضات وألا يحصل بالضرورة تدخل عسكري”.
وأكد أن بازوم المحتجز منذ يوم الانقلاب في 26 تموز/يوليو “في صحة جيدة جدا”.
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لفرانس أنفو أنه “ينبغي التعامل بجدية كبيرة مع التهديد باللجوء إلى تدخل” من جانب دول غرب إفريقيا.
وأكد وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو لفرانس برس أن باريس كانت تعلم “بأن الوضع هش في النيجر”، مضيفا “ما كان مفاجئا أن منفذ هذا الانقلاب انطلق قبل كل شيء من خلاف شخصي” بين الجنرال عبد الرحمن تياني، زعيم الانقلابيين وقائد الحرس الرئاسي، والرئيس بازوم.
ويحظى المجلس العسكري بدعم مالي وبوركينا فاسو، الدولتين المجاورتين للنيجر واللتين يحكمهما عسكريون بعد انقلابين في 2020 و2022.
وقال البلدان اللذان تم تعليق عضويتهما في هيئات “إكواس” إن أي تدخل مسلح في النيجر سيعتبرانه “إعلان حرب” عليهما أيضا، وسيؤدي إلى انسحابهما من الجماعة الاقتصادية.
في نيجيريا أيضا، ارتفعت أصوات ترفض التدخل، وقال منتدى أعضاء مجلس الشيوخ في شمال البلاد في بيان إن “الضحايا سيكونون مواطنين أبرياء”، لافتاً إلى أن سكان شمال نيجيريا “سيتأثرون سلباً”.
كذلك، أعلنت تشاد المجاورة التي تعد قوة عسكرية مهمة، عدم مشاركتها في أي تدخل عسكري، وقال وزير دفاعها داود يايا إبراهيم “تشاد لن تتدخل عسكريا أبداً، لقد دافعنا دائما عن الحوار، تشاد وسيط”. ومعلوم أن تشاد ليست عضوا في إكواس.
وفي بنين المجاورة للنيجر، أكد وزير الخارجية أولشيغون أدجادي بكاري أن الدبلوماسية تظل “الحل المفضل”، لكنه قال إن بلاده ستحذو حذو إكواس إذا قررت التدخل.
اكتسبت النيجر دورًا محوريًا في العمليات الفرنسية لمحاربة التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل منذ خروجها من مالي بطلب من المجلس العسكري الحاكم في هذا البلد في صيف 2022.
شكلت النيجر في البداية قاعدة عبور للعمليات في مالي، قبل أن تستقبل القسم الأكبر من القوات الفرنسية في قاعدة جوية في نيامي. وسيكون انسحاب 1500 جندي فرنسي من النيجر بمثابة نكسة جديدة لباريس في حربها ضد الإرهايين.
وبعد فرنسا وألمانيا وهولندا، أعلنت الولايات المتحدة الجمعة تعليق بعض برامج المساعدات المخصصة لحكومة النيجر، مع تأكيدها أن “المساعدات الإنسانية والغذائية المنقذة للحياة سوف تستمر”.
تعليق الاتفاقيات
وكانت قد علقت فرنسا الجمعة، على إلغاء الانقلابيين في النيجر اتفاقات للتعاون العسكري مع باريس، مشددة على أن “وحدها سلطات النيجر الشرعية” مخولة فسخها.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: “تذكر فرنسا بأن الإطار القانوني لتعاونها مع النيجر في مجال الدفاع يستند إلى اتفاقات أبرمت مع السلطات النيجرية الشرعية” مضيفة أن فرنسا “تعترف شأنها في ذلك شأن كامل الأسرة الدولية، فقط” بهذه السلطات.
جاء الرد الفرنسي، بعدما أعلن المجلس العسكري في بيان أمس الخميس، تُلي عبر التلفزيون إلغاء اتفاقيّات عسكريّة عدّة مبرمة مع فرنسا تتعلّق خصوصا بتمركز الكتيبة الفرنسيّة التي تشارك في محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة.