روسيا تصعد هجماتها في أوكرانيا وتستهدف مركزًا لنقل الدم ومصنعًا لمحركات الطائرات
صعّدت موسكو السبت من وتيرة هجماتها في أوكرانيا، حيث ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقصف دام استهدف مركزًا لنقل الدم وصفه بأنه “جريمة حرب”.
كما أصابت صواريخ روسية مساء السبت مباني شركة أوكرانية لتصنيع محركات الطائرات ذات “أهمية استراتيجية”، وذلك بعد ساعات من هجوم أوكراني بمسيّرة على ناقلة نفط روسية في البحر الأسود.
وهذه الهجمات هي الأحدث منذ انسحاب موسكو من اتفاق الشهر الماضي يضمن صادرات الحبوب الأوكرانية على الرغم من الصراع المستمر.
وقال زيلينسكي إن القوات الروسية قصفت مركزا لنقل الدم في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، مضيفا أنه تم الإبلاغ عن سقوط “قتلى وجرحى”.
Russia's guided air bomb against a blood transfusion center in Ukraine. This evening, Kupiansk community in Kharkiv region. Dead and wounded are reported. My condolences! Our rescuers are extinguishing the fire.
This war crime alone says everything about Russian aggression.… pic.twitter.com/aCgxAbJx8P
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) August 5, 2023
أضاف أن “جريمة الحرب هذه تقول كل شيء عن العدوان الروسي. وحوش تدمر كل ما يسمح بالعيش”.
وجاء الهجوم بعد وقت قصير من إعلان زيلينسكي في كلمته اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هجوم صاروخي روسي على منشآت تابعة لمجموعة “موتور سيش” التي تصنّع محركات للطائرات والمروحيات.
وأممت الدولة الأوكرانية عام 2021 مجموعة “موتور سيش” ثم باتت تديرها مباشرة إلى جانب شركات أخرى انطلاقا من “أهميتها الاستراتيجية”. وتتولى وزارة الدفاع إدارة أصول هذه الشركات بهدف “تأمين الحاجات الملحة للقوات المسلحة”.
ويقع مقر المجموعة في زابوريجيا (جنوب) التي تحتل القوات الروسية جزءًا منها.
وفي كلمته المسائية حافظ زيلينسكي على لهجة التحدي، مصرًا على أنه “بغض النظر عن عدد الهجمات الروسية، فإنها لن تحقق شيئًا للعدو”.
هجوم على ناقلة نفط
جاءت الضربة الروسية بعد هجوم أوكراني ليل الجمعة السبت على ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش، ما أدى إلى توقف حركة المرور لفترة وجيزة على الجسر الاستراتيجي الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، في إطار من التوتر المتزايد في البحر الأسود.
كذلك، أعلنت روسيا السبت أنّها أرسلت مقاتلة لاعتراض مسيّرة أمريكية بدون طيار من طراز “ريبر” فوق هذا البحر.
وتزايد عدد الهجمات في البحر الأسود من الطرفين منذ أن رفضت موسكو في منتصف تموز/يوليو تمديد العمل باتفاق رعته الأمم المتحدة كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود رغم الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022.
في هذه الأثناء، قال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لوكالة فرانس برس السبت، إن أوكرانيا نفذت ضربة بمسيرة على ناقلة نفط روسية في مضيق كيرتش. وأضاف “قام جهاز الأمن الأوكراني ليلا بتفجير SIG، وهي ناقلة نفط كبرى تابعة للاتحاد الروسي كانت تنقل الوقود للقوات الروسية” مشيرا الى ان الجهاز “نفذ عملية خاصة أخرى ناجحة بالتعاون مع البحرية”.
وأشار إلى أنّ هذه “العملية الخاصّة” الجديدة نُفّذت “بنجاح” بالتنسيق مع البحرية في المياه الإقليمية الأوكرانية بواسطة مسيّرة بحرية ومتفجّرات، مؤكداً أنّ السفينة “كانت محمّلة جيّداً بالوقود بحيث أمكن ’رؤية المفرقعات تنفجر’ من بعيد”.
بذلك، أكد المصدر الهجوم الذي أعلنت عنه في وقت سابق الوكالة الفدرالية للنقل البحري والمياه على “تلغرام” ووكالة “ريا نوفوستي” الروسية التي أكدت أنه لم يسفر عن ضحايا.
من جهتها، ندّدت وزارة الخارجية الروسية بهجوم أوكراني على “سفينة مدنية”، مشيرة إلى أنّه “لم يعرّض طاقمها لخطر الموت فحسب، بل أثار أيضاً خطر حدوث كارثة بيئية واسعة النطاق”.
استهداف ميناء روسي
وأفادت الوكالة الفدرالية للنقل البحري والمياه على تلغرام بأنّ الناقلة SIG أصيبت بثقب عند خط الماء في منطقة غرفة المحرك “نتيجة على ما يبدو لهجوم من مسيّرة” مشيرة إلى أن السفينة طافية.
وأوقفت حركة المرور على الجسر الذي يربط شبه الجزيرة التي ضمتها موسكو لنحو ثلاث ساعات قبل أن تستأنف في ساعة مبكرة من صباح السبت، بحسب مركز معلومات الطرق السريعة على تلغرام.
ويُستخدم هذا الجسر، الذي استهدفته ضربات أوكرانية مرّتين، لنقل المعدّات إلى الجيش الروسي على الجبهة الأوكرانية، لكنّه مفتوح أيضاً أمام التنقّلات المدنية وحركة السكك الحديد.
وفي شبه جزيرة القرم نفسها، أعلنت السلطات الروسية السبت أنها أسقطت مسيّرة أوكرانية خلال محاولة جديدة لمهاجمة ميناء سيباستوبول الرئيسي والذي يعدّ قاعدة روسية في شبه الجزيرة.
وكانت أوكرانيا أعلنت الجمعة أن إحدى مسيّراتها أصابت سفينة حربية روسية في قاعدة بالبحر الأسود، فيما أكدت روسيا صدّ غارات جوية على شبه جزيرة القرم التي ضمتها.
اجتماع من دون روسيا في جدة
دبلوماسيا، استضافت السعودية، التي أيّدت قرارات مجلس الأمن الدولي بعد بدء الغزو الروسي، السبت محادثات لمناقشة “الأزمة الأوكرانية”.
Today is another active day for our international efforts. Our team is working in Jeddah, Saudi Arabia, at the meeting of advisors to the leaders of the states on the Peace Formula. In total, 42 countries are represented there. Different continents, different political approaches… pic.twitter.com/a6L7NOMQUz
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) August 5, 2023
جرت الاجتماعات، التي ذكر الأوكرانيون أنها تضم ممثلين لنحو 40 دولة، في مدينة جدة الساحلية، واختتمت مساء السبت بعد ساعات عدة من المباحثات التي شاركت فيها مختلف الوفود، وفق ما أفاد مشاركون.
وكما كان متوقعًا، لم يصدر أي بيان ختامي، علمًا أن بعض الوفود تعتزم المشاركة في اجتماعات ثنائية الأحد في جدة، بحسب المصادر نفسها.
وتحدث مصدر أوروبي عن مساحة تفاهم حول النقاط الرئيسية، وخصوصًا احترام “وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”، على أن يكون هذا الأمر “في صلب أي اتفاق سلام”.