دول الأمازون تنشئ تحالفًا لمكافحة إزالة الغابات
- تستضيف البرازيل “كوب 30” عام 2025
قرّرت دول في أمريكا الجنوبيّة تقع ضمن أراضيها غابات الأمازون، الثلاثاء إنشاء تحالف لمكافحة إزالة الغابات، حسبما جاء في إعلان مشترك صدر خلال قمّة في مدينة بيليم شمالي البرازيل.
وقالت الدول الموقّعة على الإعلان، وهي البرازيل وبوليفيا وكولومبيا والإكوادور وغيانا والبيرو وسورينام وفنزويلا، إنّ هذا التحالف “يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مكافحة إزالة الغابات، لمنع الأمازون من بلوغ نقطة اللاعودة”.
خلال القمّة، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا دول الأمازون إلى اتّخاذ إجراءات مشتركة “عاجلة” للحدّ من تدمير أكبر غابة مطيرة على كوكب الأرض.
وفي خطابه الافتتاحي إلى جانب رؤساء دول أمريكا الجنوبيّة الآخرين، شدّد لولا على أنّ مكافحة إزالة الغابات أمر أساسي للتعامل مع “التدهور الحاد لتغيّر المناخ”.
تزامن افتتاح القمّة مع إعلان مرصد كوبرنيكوس الأوروبي أنّ شهر تموز/يوليو 2023 حطّم المستوى القياسي لأكثر الأشهر حرّاً على الإطلاق في العالم بفارق 0,33 درجة مئوية عن تموز/يوليو 2019.
ووصف “لولا” القمّة بأنّها “نقطة تحوّل”، قائلا إنّ “استئناف تعاوننا وتوسيعه بات أكثر إلحاحًا من أيّ وقت مضى… يجب علينا تعزيز رؤية جديدة للتنمية المستدامة والشاملة في المنطقة، عبر الجمع بين الحفاظ على البيئة وإيجاد فرص عمل”.
وجمعت القمة، ممثلين للدول الثماني الأعضاء في منظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون التي أنشئت عام 1995 لحماية هذه المنطقة الشاسعة التي تضم نحو 10 في المئة من التنوع البيولوجي على الكوكب.
وجلس الرئيس البرازيلي إلى جانب نظرائه من بوليفيا وكولومبيا والبيرو، في حين تمثّلت الإكوادور وسورينام وغويانا بوزراء.
أما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو فحضرت نائبته ديلسي رودريغيز نيابة عنه، بعدما أعلن على حسابه في منصّة “إكس” أنه يعاني التهابا في الأذن.
وتستضيف مدينة بيليم الساحلية البالغ عدد سكّانها 1,3 مليون نسمة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 30) عام 2025.
إجراءات جريئة ومشدّدة
دعيت إلى القمة دول غير أعضاء في منظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون، خصوصا فرنسا التي تقع غويانا الفرنسية التابعة لها في منطقة الأمازون. وتتمثّل فرنسا في القمة بسفيرتها لدى برازيليا بريجيت كوليه.
الثلاثاء أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حسابه على منصة “إكس”، أنّ “من الملحّ وضع حدّ لقطع الغابات”، داعيا إلى “حماية الاحتياطات الحيوية من الكربون والتنوع البيولوجي بما يصب في مصلحة دول الغابات وشعوبها والعالم أجمع”.
وقالت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا الاثنين في بيليم “لا يمكننا السماح ببلوغ الأمازون نقطة اللاعودة”.
وإذا تمّ بلوغ نقطة اللاعودة، فإنّ الأمازون ستُصدر كمّية كربون أكثر ممّا تمتصّه، ما سيؤدّي إلى تفاقم ظاهرة احترار الكوكب.
بدورها، أعلنت الأمينة العامة لمنظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون ألكسندرا موريرا الثلاثاء، أنّ القمة ستُصدر إعلانا مشتركا يتضمّن “إجراءات جريئة ومشدّدة” لحماية الغابات المطيرة.
وقال لولا “لن يقتصر الأمر على رسالة سياسية: إنها خطة عمل مفصّلة للتنمية المستدامة في منطقة الأمازون” حيث يعيش نحو 50 مليون شخص.
وغالبا ما تُحَوَّل الأراضي التي قُطِعت فيها الأشجار إلى مراع للماشية لكن منقّبين وتجار أخشاب يتسببون أيضا في الدمار.
مع عودته إلى السلطة في كانون الثاني/يناير، تعهّد لولا أن يُنهي بحلول 2030 إزالة الغابات التي ازدادت بشكل حادّ في عهد سلفه اليميني جايير بولسونارو. وتقع 60 في المئة من غابات الأمازون في الأراضي البرازيليّة.
مشاكل أكثر خطورة بكثير
لكن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قال إنّ “قرار عدم إزالة الغابات لن يكون كافيا”.
أضاف: “العلم أظهر لنا أنه حتى لو غطّينا العالم كلّه بالأشجار، فلن يكون ذلك كافيا لامتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون… يجب أن نتخلّى عن الوقود الأحفوري”.
وأكد أنّ هذه المسؤولية تقع قبل كلّ شيء على عاتق “دول الشمال”، بينما “علينا (دول الأمازون) حماية الإسفنجة”، وفق وصفه للغابات الاستوائية.
غير أنّ موضوع تحوّل الطاقة يبقى أكثر حساسية بالنسبة إلى منتجي المحروقات الرئيسيين في منطقة الأمازون، مثل فنزويلا أو البرازيل.
نوقشت هذه القضية أيضا نهاية الأسبوع الماضي خلال اجتماع لممثلي المجتمع المدني في بيليم حمل عنوان “حوارات أمازونية”، في موازاة تظاهرات تطالب بـ”أمازون خالية من النفط”.
الثلاثاء نظّمت في شوارع بيليم مسيرة شارك فيها نحو 1500 شخص بينهم نشطاء من الشعوب الأصلية، وقد رفعت خلال التحرّك لافتات كُتبت عليها رسائل على غرار “نحن هنا منذ الأزل”.
وقال زعيم السكان الأصليين روني ميتوكتير لوكالة فرانس برس الاثنين: “إذا لم نوقف إزالة الغابات، سنواجه مشاكل أكثر خطورة بكثير”.