مصرع ستة مهاجرين أفغان وانقاذ 49 شخصا في غرق زورق في المانش
قضى ستة مهاجرين أفغان السبت إثر غرق زورق يقلّ نحو ستين مهاجراً في محاولة للوصول إلى إنكلترا، في حين يستمر البحث عن “خمسة إلى عشرة” مفقودين، وذلك بعد أقل من عامين على واقعة غرق قارب كانت الأكثر حصداً للأرواح في المنطقة.
وقال فيليب ساباتييه نائب المدعي العام في بولون سور مير إن القتلى رجال أفغان يبلغون نحو ثلاثين عاماً. وأضاف أن الركاب كانوا “جميعهم تقريباً من الأفغان مع بعض السودانيين ومعظمهم من البالغين بالإضافة إلى بعض القصر”.
وأكد إنقاذ 49 شخصا في المجموع، 36 منهم في الجانب الفرنسي و13 على يد جهاز خفر السواحل البريطاني.
ونُقل سبعة مصابين بجروح طفيفة من بين الذين أنزلوا في كاليه إلى المستشفى، وأجرت الشرطة تحقيقات مع الآخرين.
وأعلن عن وفاة أول شخص صباحاً بعد إجلائه بمروحية إلى مستشفى كاليه، بحسب مركز الشرطة البحرية في المانش وبحر الشمال.
وأكد المتحدث باسم جمعية أوتوبيا 56 الفرنسية لمساعدة المهاجرين أن “القمع” يزداد على الحدود لمحاولة الحد من حركة الهجرة ما “يزيد العبور خطراً ويدفع الناس إلى تحمل المزيد من المخاطر للعبور إلى إنكلترا”.
وكان من المقرر عقد اجتماع صباح السبت برعاية وزارة الداخلية البريطانية بشأن الرحلات في “زوارق صغيرة”.
وتضاعفت منذ مساء الأربعاء محاولات عبور المهاجرين على متن قوارب صغيرة من شمال فرنسا، وسط أحوال جوية جيّدة.
وسجلت وزارة الداخلية البريطانية وصول 755 شخصاً الخميس، وهو رقم قياسي يومي منذ بداية العام.
وعبَر أكثر من مئة ألف مهاجر المانش بشكل غير قانوني مستخدمين زوارق صغيرة منذ 2018، وفق تعداد أجرته فرانس برس الجمعة استناداً الى أرقام رسمية بريطانية.
وسجّل العام 2022 أرقاماً غير مسبوقة إذ عبر 45 ألف شخص، على الرغم من مخاطر يتعرضون لها، حيث قضى 27 مهاجرا بسبب غرق زورقهم في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 تتراوح أعمارهم بين سبعة أعوام و46 عاماً.
ويدفع الأفغان أموالا للمهربين، من أجل تهريبهم من بطش طالبان وسياساتهم القمعية ومن الفقر المدقع الذي يسود أفغانستان، بحثا عن ملاذ آخر يتوفر فيه الأمن وأبسط مقومات الحياة.
الفقر المدقع في أفغانستان
بعد سيطرة طالبان على الحكم انزلقت العديد من العائلات المستقرة من الطبقة المتوسطة إلى حالة من اليأس في أفغانستان.
الوقد دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن أزمة الجوع، حيث اقترب 22٪ من السكان البالغ عددهم 38 مليون نسمة من المجاعة، و 36% يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد ويرجع ذلك أساساً إلى عدم قدرة الناس على تحمل ثمن الغذاء.