إيران تبيع الطائرات المسيرة إلى روسيا لاستخدمها في أوكرانيا
تضغط الولايات المتحدة الأمريكية على إيران لوقف بيع طائرات مسيرة مسلحة لروسيا في إطار مناقشات بشأن تفاهم أوسع غير مكتوب بين واشنطن وطهران لتهدئة التوترات بحسب صحيفة فاينانشيال تايمز نقلا عن مصادر مطلعة.
وذكر التقرير نقلا عن مسؤول إيراني وشخص آخر مطلع على المحادثات أن الولايات المتحدة تضغط على إيران لوقف بيع طائرات مسيرة مسلحة لروسيا، التي تستخدمها موسكو في الحرب في أوكرانيا ، وكذلك قطع غيار للطائرات بدون طيار.
وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن وإيران تهدئة التوترات وإحياء محادثات أوسع بشأن برنامج إيران النووي.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إنه يرحب بأي خطوات إيرانية لتهدئة “التهديد النووي المتزايد” لديها.
وقالت الصحيفة إن هذه المناقشات جرت إلى جانب المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى الأسبوع الماضي. سمحت إيران لأربعة مواطنين أمريكيين محتجزين بالانتقال إلى الإقامة الجبرية من سجن إيفين بطهران بينما كان خامسهم قيد الحبس المنزلي بالفعل.وقالت مصادر لرويترز الأسبوع الماضي إن إيران قد تفرج عن خمسة مواطنين أمريكيين محتجزين في إطار اتفاق لإلغاء تجميد ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية.
اعتراف إيراني
اعترفت طهران للمرة الأولى في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2022 بأنها زودت موسكو بطائرات مسيرة، لكنها قالت إنها أرسلتها قبل الحرب في أوكرانيا حيث استخدمت روسيا طائرات مسيرة لاستهداف محطات طاقة وبنية تحتية مدنية.
وقال حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني إنه تم إرسال “عدد صغير” من الطائرات المسيرة إلى روسيا قبل أشهر قليلة من غزو القوات الروسية لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير. وفي أكثر ردود إيران تفصيلًا حتى الآن على مسألة الطائرات المسيرة، نفى الوزير استمرار طهران في تزويد موسكو بطائرات مسيرة.
ونقلت وكالة إرنا عن أمير عبد اللهيان قوله: “هذه الجلبة التي أثارتها بعض الدول الغربية بأن إيران قدمت صواريخ وطائرات مسيرة لروسيا للمساعدة في الحرب في أوكرانيا – الجزء المتعلق بالصواريخ خاطئ تمامًا”.
وأضاف: “الجزء المتعلق بالطائرات المسيرة صحيح، زودنا روسيا بعدد صغير من الطائرات المسيرة قبل أشهر من حرب أوكرانيا”.
مصنع مسيّرات روسي
قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن روسيا “تتلقى مواد من إيران لبناء مصنع للطائرات المسيّرة” على أراضيها، لافتاً إلى أنها تلقت مئات المسيرات الإيرانية لاستخدامها في مهاجمة أوكرانيا.
ونقل البيت الأبيض عن معلومات جرى رفع السرية عنها في الآونة الأخيرة أن المسيرات صُنعت في إيران وشُحنت عبر بحر قزوين لتصل للقوات الروسية التي تستخدمها في أوكرانيا.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان “استخدمت روسيا الطائرات المسيرة الإيرانية في لضرب كييف وإرهاب الشعب الأوكراني، ويبدو أن الشراكة العسكرية بين روسيا وإيران آخذة في الازدياد”. وأضاف “لدينا مخاوف أيضاً أن تكون روسيا تعمل مع إيران لإنتاج طائرات مسيرة إيرانية من داخل روسيا”.
وذكر كيربي أن الولايات المتحدة لديها معلومات تفيد بأن موسكو تتلقى من إيران المواد اللازمة لبناء مصنع للطائرات المسيرة يمكن أن يعمل بطاقته الكاملة في أوائل العام المقبل.
وعرضت واشنطن صورة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية للموقع الذي تم اختياره بحسب معلوماتها لإنشاء المصنع في منطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة، على مسافة حوالى 900 كيلومتر شرق موسكو. كذلك، نشرت خارطة للمسار الذي تسلكه، وفق الأمريكيين، المسيرات الايرانية التي يستخدمها الجيش الروسي حالياً في أوكرانيا، انطلاقا من ميناء امير اباد الإيراني على بحر قزوين في اتجاه ميناء ماخاتشكالا في موسكو ، مروراً بالقواعد الجوية الروسية في بريمورسكو-اختارسك على بحر ازوف وفي سيشا قرب الحدود مع بيلاروسيا.