روسيا تلجأ إلى “أساليب غير تقليدية” للتجسس
زوجان أرجنتينيان يعيشان في سلوفينيا، مصور مكسيكي يوناني كان يدير متجرًا للغزل في أثينا، والآن تم القبض على ثلاثة بلغاريين في بريطانيا. على مدار العام الماضي، اتهمت الشرطة وأجهزة الأمن في جميع أنحاء العالم العديد من الأشخاص الذين يعيشون حياة “طبيعية” على ما يبدو بأنهم “عملاء” أو “عملاء استخبارات روس”.
الوقائع التي تم الكشف عنها خلال الفترة الماضية، تكشف أن روسيا اضطرت إلى اللجوء إلى أساليب غير تقليدية للتجسس، وذلك عبر “الخلايا النائمة”، حسبما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وبحسب الصحيفة، فإن “روسيا غيّرت استراتيجيتها بعد طرد الجواسيس الذين عينتهم موسكو في العواصم الأوروبية، تحت غطاء دبلوماسي”.
وتحوّلت موسكو إلى تنشيط “الخلايا النائمة” للتجسس، أو الاعتماد على “عملاء ونشطاء غير رسميين”، بما في ذلك أشخاص من رعايا دول أخرى، للقيام بهذه المهام، وفق الصحيفة.
وقبل أيام، أعلنت الشرطة البريطانية إيقاف 5 أشخاص بشبهة انتهاك قانون حماية الأسرار الرسمية، فيما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية، بأن الأشخاص الخمسة أوقفوا للمرة الأولى على خلفية الاشتباه بارتباطهم بأجهزة الأمن الروسية.
و3 من هؤلاء الـ5، هم مواطنون من بلغاريا، وُجهت لهم تهمة تزوير وثائق ثبوتية.
وحسب “بي بي سي“، فقد عاش الـ3 في المملكة المتحدة لسنوات، وعملوا في مجموعة متنوعة من الوظائف، ويعيشون في سلسلة من العقارات في الضواحي.
واتُهم كثيرون آخرون بالتجسس لصالح روسيا، من بينهم حارس أمن في السفارة البريطانية لدى برلين، حُكم عليه بالسجن 13 عاما. كما اعتُقل أكثر من 10 أشخاص في بولندا بتهمة تنفيذ مهام مختلفة للمخابرات الروسية.
وفي يوليو الماضي، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن “جواسيس روس يعملون على استغلال ثغرة أمنية في البرازيل، تسمح لهم بالحصول على وثائق من البلد اللاتيني للتخفي بها أثناء وجودهم بالدول غربية”.
وتنشر أجهزة الأمن الروسية المختلفة عملاء الدولة تحت غطاء دبلوماسية بشكل تقليدي، كما استخدموا عملاء ينتحلون صفة “رجال أعمال” أو “سائحين” أو “صحفيين روس”.
لكن الغزو الروسي لأوكرانيا جعل هذه المهمة التقليدية أكثر صعوبة، مما دفع البلاد إلى اللجوء لأساليب وصفتها “غارديان” بأنها “أكثر خطورة”.
ويقدّر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن أكثر من 450 دبلوماسيا طردوا من السفارات الروسية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، معظمهم من دول أوروبية.
وقال مسؤول استخبارات أوروبي لصحيفة “غارديان” في الربيع: “كانت الفترة التي أعقبت الحرب مع كل عمليات الطرد، وقتا مصيريا لنظام المخابرات الروسي، وقد حاولوا استبداله بأشياء مختلفة”.