المتصارعون في مالي يأزمون الوضع.. والمدنيون يبحثون عن ملاذ آمن
يتزايد التوتر في مالي مع إعلان بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي انسحابها من جميع أنحاء البلاد، وفي حين أن الوضع لا يزال غير واضح فيما يتعلق بمن يسيطر على معسكر حفظ السلام، فإن الحرب دائرة بين الجيش المالي وحركة أزواد.
وعن أطراف المتصارعة في مالي والتي أزمت الأوضاع أكثر، نشر الكاتب عمر الأنصاري تحليلا عمّا يدور في مالي مشيرًا إلى أن مرتزقة فاغنر الروسية تدعم الجيش المالي الذي يضم قوة باسم “موگ” تم تشكيلها من عناصر مختلطة من الجيش المالي والأزواديين نتجت عن “اتفاق الجزائر” للسلام، وهدفه المعلن إعادة كل الأراضي المالية تحت سيادة الدولة.
يخوض الجيش المالي وفاغنر والموگ حربا ضد جماعة نصرة الإسـلام والمسلمين وداعش في غرب إفريقيا وحركة “غاتيا” باستثناء حركات “سيما” الأزوادية، التي دخلوا معها في مواجهة واحدة قرب تينبكتو، الحرب بينهما مرهونة بتقدم قوات مالي وفاغنر نحو معقل الحركة في العمق الأزوادي بما يعني انتهاك لاتفاق الجزائر الموقع بينهما.
وقد بدأ الجيش المالي وفاغنر وقوات الموگ في التحرك لاحتلال القواعد العسكرية في أزواد التي هجرتها قوات الأمم المتحدة “مينوسما”، فيما تقف الحركات الأزوادية ضد هذا التقدم لانتهاكه لاتفاق الجزائر كما صرحت.
الحركات المسلحة الأزوادية لم تدخل في حرب مباشرة مع أي طرف منذ اتفاق الجزائر، باستثناء اشتباكات قاعدة “بير” التي انسحبت منها مينوسما وقواتها متمركزة في مناطقها الرئيسية في أزواد في حالة تأهب.
فتقدم الجيش المالي وفاغنر للعمق الأزوادي سيطلق حربا شاملة بين كل هذه الأطراف.
أما حركات “سيما SEMA” فيتشكل أغلبها من العرب والطوارق وتضم الحركة الوطنية لتحرير أزواد، المجلس الأعلى لوحدة أزواد، والحركة العربية لتحرير أزواد، وتهدف إلى تنفيذ مخرجات اتفاق الجزائر للسلام وإعادة الاعتبار للإقليم المهمش.
أما حركة “غاتيا” أو الطوارق وهي قريبة من مالي بحكم اتفاقيات السلام الشاملة، لم تعلن موقفا واضحا في الأحداث الدائرة في مالي، فيما تتواجد أيضا مليشيات محلية ذاتية التسليح تدافع عن أريافها وبلداتها.
تنظيم داعش وهدفه إقامة “الخلافة”
تنظيم داعش غرب إفريقيا أيضا في حرب ضد جميع هذه الأطراف مجتمعة. وهدفه إقامة الخلافة، وينشط في منطقة منيكا قرب حدود النيجر، ومستمر في قتل وتهجير الأهالي للسيطرة على القرى والبلدات ويبسط سلطته بشكل كبير على هذه المناطق التي يزاحمه فيها منافسه القاعدة.
وسكون تنظيم داعش أكبر المستفيدين من حرب بعيدة تنطلق من تينبكتو نحو بقية الشمال في أزواد، لأن نشاطه نحو الشرق والجنوب حيث سيتمدد أكثر فأكثر.
أما عن “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التابع للقاعدة فهي أكثر الأطراف أتباعا وانتشارا في كل الساحل، فلها مليشيات وخلايا بدأت تتوغل في النيجر المجاورة بعد هيمنته الواسعة في مالي وبوركينافاسو.
وتركز في حربها ضد منافسها “داعش” والقوات المالية وفاغنر وقد أعلن الحرب ضدهم بمحاصرة تينبكتو وقطع الإمدادات عنها وزرع ألغاما وبدأ في عمليات قصف.
تنظيم “نصرة الإسلام” أو “القاعدة” أكثر هذه الأطراف أتباعا وانتشارا في كل الساحل، فله ميليشيات وخلايا بدأت تتوغل في النيجر المجاورة بعد هيمنته الواسعة في مالي وبوركينا فاسو.
الوضع الانساني في مالي
الاضطرابات في مالي التي ترزح تحت الفقر وتهديدات الجماعات الإرهابية أثرت بشكل كبير على السكان ودفعت بآلاف المهاجرين إلى الخارج، فضحايا الجيش المالي شمالا هربوا نحو موريتانيا، أما ضحايا “داعش” في الشرق والجنوب فهربوا نحو النيجر، في حين قام تنظيم القاعدة بتهجير داخلي للسكان.
وبالنسبة لمرتزقة فاغنر فمستمرون في تسليح ودعم الجيش المالي وعملياتهم طالت الجميع قتلا وتهجيرا بما ذلك الرعاة والأهالي والعزل، حسب تقارير منظمات دولية.
الوضع في مالي له انعكاسات كبيرة على النيجر، بمثل ما حدث في بوركينافاسو بعد الانقلاب الذي فتح الأبواب لتنظيم “داعش” و”القاعدة”، والتنظيمان بدآ في اختبار النيجر بعد الانقلاب وبعد توقف عمليات المراقبة والقصف للقوات الفرنسية والأمريكية في الحدود بين الدول الثلاث.