روسيا تغسل أدمعة أكثر من 2000 طفل أوكراني
كشفت وثائق جديدة أن بيلاروس، الحليف القوي لروسيا، “عمدت إلى نقل آلاف الأطفال الأوكرانيين إلى أراضيها، حيث تعرضوا للدعاية المؤيدة للكرملين”.
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن الوثائق المسربة من شركة السكك الحديدية الروسية وشركة بيلاروسكالي، وهي شركة عملاقة لإنتاج أسمدة بوتاس في بيلاروس،أوضحت أنه “جرى إحضار أكثر من ألفي طفل عن طريق السكك الحديدية من المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا، إلى بيلاروس، كجزء من اتفاقية بين البلدين الحليفين”.
وبحسب الوثائق، فقد جرى “نقل الأطفال عبر القطارات إلى العاصمة البيلاروسية مينسك، وذلك قبل نقلهم إلى معسكرات في حافلات يملكها فريق كرة القدم شختيور سوليغورسك”.
ولم ترد بيلاروسكالي أو نادي شختيور سوليغورسك أو حكومة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، التي لها سيطرة مباشرة على الكثير من أجهزة الدولة في بلاده، على طلبات التعليق بشأن تلك المخيمات.
وكان قد جرى فرض عقوبات على شركة بيلاروسكالي، التي تعتبر أكبر دافع للضرائب في بيلاروس، من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ووفقا للوثائق المسربة، فقد “أنفقت الشركة ملايين الدولارات لإحضار 7 مجموعات تتألف كل واحدة منها من 310 أطفل أوكراني منذ ربيع عام 2022″.
وجرى نقل الأطفال إلى مصحة الشركة في مدينة دوبرافا، جنوبي بيلاروس، حيث كانت تتراوح أعمار الصغار بين سنتين وثلاثة أعوام.
وحصلت “المجموعة الوطنية لمكافحة الأزمات”، ومقرها وارسو، وهي مؤسسة فكرية بيلاروسية بقيادة المعارض البارز الذي يقيم في المنفى، بافيل لاتوشكا، على بعض تفاصيل البرنامج من وثائق السكك الحديدية الروسية، التي سربها أحد القراصنة.
كما حصلت الجماعة المعارضة على معلومات من وثائق داخلية من شركة بيلاروسكالي.
وتظهر صور المعسكر التي تم تداولها على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لشركة الأسمدة، المرافق التي تستضيف الأطفال، مبينه أنهم “تلقوا تدريبات أساسية على الأسلحة”، بالإضافة إلى “لقائهم برجال دين أرثوذكس روس”.
وحددت المجموعة الوطنية لإدارة الأزمات هويات الأطفال استخدام معلومات مسربة من المسؤولين داخل المخيمات، في حين حددت دور الأيتام الأوكرانية بعض الأطفال على أنهم “أيتام من أوكرانيا”.
ويعتبر نقل الأيتام عبر الحدود دون إذن من حكومة بلدهم، أمرا محظورا بموجب القانون الدولي.
وتقول أوكرانيا إن روسيا نقلت ما يقرب من 20 ألف طفل من أراضيها منذ بدء الحرب، لافتة إلى أن بعضهم جرى نقله إلى معسكرات داخل الأراضي الروسية.
وفي بعض الحالات، كان يتم إعادة الأطفال إلى عائلاتهم، بينما تؤكد الحكومة الأوكرانية أن المعسكرات في روسيا تهدف إلى “غرس المشاعر المؤيدة لموسكو في نفوس الصغار”.
ولم يرد الكرملين على طلب الصحيفة للتعليق. كما لم يفعل أمين المظالم الأوكراني لحقوق الإنسان.
وفتحت ليتوانيا، التي أصبحت مع بولندا مركزًا للمعارضة البيلاروسية، تحقيقًا في عمليات نقل الأطفال الأوكرانيين إلى بيلاروس.
وفي سبتمبر الماضي، قال موقع الشركة إن المخيم استقبل 1050 طفلاً دون سن 15 عامًا من منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، بما في ذلك مدينتي دونيتسك وماريوبول المحتلتين.
وفي أوائل أبريل، أعلن الموقع الإلكتروني للشركة، أن أكثر من ألف طفل من دونباس سيأتون إلى المعسكرات في دوبرافا، “لممارسة الرياضة وتعلم الفنون وتناول أشهى المأكولات البيلاروسية”.
وتظهر وثيقة حصلت عيها المجموعة الوطنية لإدارة الأزمات، أن عددا من الأطفال بما في ذلك 200 يتيم قد نُقلوا من 15 مدينة وبلدة في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك منطقتي خيرسون وزابورجيا.
وفي أواخر يونيو، قدمت المجموعة الوطنية لإدارة الأزمات أدلة إلى المحكمة الجنائية الدولية، الهيئة الدولية التي تحاكم جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا، تضمنت تفاصيل العملية والجدول الزمني لعمليات نقل الأطفال الأوكرانيين إلى بيلاروس.
وفي مارس، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق كل من بوتين ومفوضة حقوق الأطفال، ماريا لفوفا بيلوفا، لمواجهة اتهامات بالترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.