الحزب الشيوعي الصيني يشهد انقساماً بين أعضائه
يبدو أن هناك علامات تشير إلى وقوع اضطراب في السياسة الداخلية الصينية، وتم الإعلان يوم الاثنين أن الرئيس شي جين بينغ لن يشارك في القمة المقبلة لمجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى في الهند، حيث سيمثله رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ.
هذه هي المرة الأولى التي يغيب فيها شي عن هذه القمة، والتي كان يلحق بها أهمية استثنائية بوصفه زعيم الصين.
يبدو أن اجتماع بيدايخه الذي عُقد هذا الصيف، والذي يعد اللقاء السنوي بين الزعماء الحاليين والمتقاعدين في الحزب الشيوعي الصيني، قد شهد تطورات غير مسبوقة، وعلى الرغم من عدم الكشف الرسمي عن تفاصيل المناقشات السرية في هذا الاجتماع، إلا أن معلومات عنها بدأت تنتشر، بشكل عام، يبدو أن الاجتماع قد كان أكثر تحدياً بكثير من الاجتماعات السابقة التي عُقدت منذ تولي شي منصب الأمين العام للحزب في عام 2012.
وتشير المصادر إلى أن مجموعة من شيوخ الحزب المتقاعدين انتقدوا القائد الأعلى بطرق غير مسبوقة خلال هذا الاجتماع، وفي وقت لاحق، أعرب شي عن إحباطه تجاه بعض مقربيه، وفقًا للمعلومات التي تم جمعها.
كما عقد اجتماع بيدايخه بدون حضور أبرز شيوخ الحزب. فقد توفي الرئيس السابق جيانج تسه مينغ في نوفمبر الماضي، ولم يظهر الرئيس السابق الآخر هو جينتاو، البالغ من العمر الآن 80 عامًا، بشكل رسمي منذ اصطحابه إلى خارج قاعة الشعب الكبرى في المؤتمر الوطني للحزب في أكتوبر الماضي.
ربما تساهم هذه الغيابات في خلق مشهد مريح لشي، لكن الأمور ليست بهذه البساطة. الوضع الاقتصادي في الصين يشهد تراجعًا كبيرًا منذ أواخر السبعينيات والقطاع العقاري يواجه حالة من الفوضى، والأمور ليست أفضل فيما يتعلق بمعدلات البطالة بين الشباب في الصين.
القوات المسلحة تشهد أيضًا حالة من الفوضى بعد إقالة اثنين من كبار جنرالات القوة الصاروخية، وظهور حالات إقالة أخرى في يوليو.
تم إقالة وزير الخارجية تشين يانج من منصبه لأسباب غير واضحة، ولا تزال هناك شكوك تحيط بهذه القضية في جميع أنحاء الوزارة.
هذه الاضطرابات أثارت قلق العديد من كبار السن الذين قادوا الحزب خلال فترة النمو الاقتصادي الصيني. ويقال إن شيوخ الحزب عُقد لهم اجتماع خاص قبل اجتماع بيدايخه لتلخيص آرائهم وتوجيهها إلى القادة الحاليين. بعد ذلك، سافر عدد قليل من هؤلاء الشيوخ إلى بيدايخه لنقل إجماعهم إلى القادة الحاليين.
رسالتهم الرئيسية كانت أنه إذا لم تُحل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بفعالية، فإن الحزب قد يفقد دعم الشعب، مما يشكل تهديدًا لاستمرار حكمه. الشيوخ أشاروا إلى أنهم لا يمكنهم تحمل المزيد من الاضطرابات.
الشخصية المركزية بين الشيوخ كانت تسنغ تشينغ هونغ، النائب السابق للرئيس وأحد أقرب مساعدي الرئيس الراحل جيانغ.
تسنغ لعب دورًا مهمًا في تمهيد الطريق لشي لتولي قيادة الحزب بسرعة، يبلغ تسنغ الآن 84 عامًا، ولا يزال له تأثير داخلي كبير وشبكة واسعة من العلاقات الشخصية. يعتقد البعض أنه بعد وفاة جيانغ، أصبح لدى تسنغ دورًا أكبر ليلعبه.
يبدو أن شي جين بينغ قد قال: “كل القضايا التي تركها الزعماء الثلاثة السابقون تقع على عاتقي، لقد أمضيت العقد الماضي في معالجتها لكنها ظلت دون حل، هل أنا المسؤول؟”. كما أخبر مساعديه بأن مهمتهم الآن هي حل المشكلات المتبقية.
تجدر الإشارة إلى أن تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الصين يشكل تحديًا كبيرًا للحكومة الصينية، يتعين على الحكومة مواجهة هذه التحديات بفعالية من أجل الحفاظ على استقرار البلاد.
بالنسبة لرئيس الوزراء السابق لي كه تشيانغ، فإن استقباله بحفاوة من قبل المعجبين يمكن أن يعكس مدى شعبيته وتأثيره السياسي حتى بعد تقاعده. وبالتالي، قد يلعب دورًا مهمًا في تسوية بعض المشكلات التي تواجه الصين.
يظهر أن الصين تواجه تحديات كبيرة في العديد من المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والعلاقات الدولية، وقد يكون تخلي شي جين بينغ عن حضور قمة مجموعة العشرين وعدم تحدثه في منتدى الأعمال على هامش قمة البريكس إشارة إلى هذه التحديات ورغبته في تجنب مزيد من التوتر.
تظل العلاقات مع الولايات المتحدة محورية في هذا السياق، والتوترات بين البلدين تؤثر بشكل كبير على الأوضاع الدولية والاقتصاد العالمي.
هكذا بدأ صيف شي بتحدياته الصعبة، بعد تلقي انتقادات غير متوقعة من كبار السن، اجتمع شي مع مساعديه المقربين الذين قام بترقيتهم إلى مناصب رئيسية، ووفقًا للمعلومات، أعرب شي عن إحباطه، وأشار بأصابع الاتهام إلى أسلافه الثلاثة: دنغ شياو بينج، وجيانغ، وهو جينتاو