انتقادات تطال النظام الصيني بسبب مشروع قانون يصفونه بـ “السخيف”
جدل واسع أثاره النظام الصيني، بعد الحديث عن مشروع قانون يحذر ما يزعم ملابس تحمل رموزًا “تقوض روح الأمة الصينية أو تؤذي مشاعرها”، وهو ما يؤدي إلى احتجاز أصحاب تلك الملابس لمدة تصل إلى 15 يومًا، بجانب إجبارهم على دفع غرامة مالية تصل لـ 5000 يوان (أي ما يُعادل 680 دولارًا أمريكيًا).
قانون غير واضح
واستنادًا لما جاء في تقرير لـ “بي بي سي”، أثار القانون غضبًا كبيرًا وردود فعل سلبية من قبل الجماهير ممن انتقدوه عبر وسائل الإنترنت، واصفين إياه بـ “المبالغ فيه والسخيف”.
وفي المقابل، لم يوضح مشروع القانون الأمور التي تُعد انتهاكًا له بشكلٍ مُحدد.
ردود الفعل
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تساءل الرواد، كيف يُمكن للمسؤولين تطبيق القانون وتحديد معاير “جرح مشاعر الأمة” من جانبٍ واحد.
وكتب أحد المستخدمين على منصة ويبو الصينية المشابهة لـ “إكس”: “هل يندرج ارتداء بدلة وربطة عنق تحت الملابس المحظورة؟، وهل وجود الماركسية في الصين، التي نشأت في الغرب، فيه إيذاء للمشاعر الوطنية؟”.
كما انتقد خبراء قانونيون في البلاد الصياغة الغامضة للقانون، قائلين إنها قد تكون تؤدي إلى إساءة استخدامه.
وقالت تشاو هونغ، أستاذة القانون في الجامعة الصينية للعلوم السياسية والقانون، إن غياب الوضوح قد يؤدي إلى انتهاك الحقوق الشخصية.
وكتبت في مقال نشر الأربعاء قائلة: “ماذا لو كان لدى الجهات التي ستنفذ القانون، وهي عادة أفراد الشرطة، تفسير شخصي لمفهوم الأذى، يفضي إلى إصدار حكم أخلاقي على الآخرين خارج نطاق القانون ذاته”.
واستشهدت هونغ بحالة تصدرت عناوين الأخبار في الصين العام الماضي، حينما اعتقلت امرأة ترتدي الكيمونو في مدينة سوتشو واتهمت “بإثارة المشاجرات والمشكلات” لأنها ارتدت الزي الياباني. وأثار الحادث غضبا عبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
وهناك أيضا أمثلة أخرى على حملة القمع.
وفي مارس/آذار من هذا العام، اعتقلت الشرطة امرأة ترتدي نسخة طبق الأصل من الزي العسكري الياباني في سوق ليلي.
وكتب أحد المعلقين الاجتماعيين المشهورين عبر الإنترنت، ويطلق على نفسه اسم وانغ ووسي يقول: “ارتداء الكيمونو إيذاء لمشاعر الأمة الصينية، وتناول الطعام الياباني فيه تعريض لروحها للخطر؟ لماذا أصبحت مشاعر وروح الأمة الصينية التي اجتازت اختبار الزمن هشة إلى هذا الحد؟”