برلين وواشنطن قلقتان على مصير فتاة إيرانية دخلت في غيبوبة إثر مشادّة مع الأمن
أعربت ألمانيا والولايات المتحدة الأربعاء عن قلقهما على مصير فتاة إيرانية دخلت في غيبوبة منذ وقعت مشادّة بينها وبين قوات الأمن في مترو طهران.
وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة إكس، (تويتر سابقاً)، أنّه “في إيران، شابة تقاتل من أجل حياتها مرة أخرى، لمجرّد أنّه أمكن رؤية شعرها في مترو الأنفاق. هذا أمر لا يطاق”.
Schon wieder kämpft eine junge Frau in #Iran um ihr Leben. Allein, weil sie in der U-Bahn ihre Haare gezeigt hat. Es ist unerträglich. Die Eltern von #ArmitaGarawand gehören nicht vor Kameras gezogen, sondern haben das Recht, am Krankenbett ihrer Tochter zu sein.
— Außenministerin Annalena Baerbock (@ABaerbock) October 4, 2023
بدوره، قال أبرام بالي، المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، على المنصة نفسها “أنا مصدوم وقلق بسبب التقارير التي تفيد بأنّ ما يسمّى بالشرطة الأخلاقية اعتدت” على الفتاة.
وأضاف “نحن نراقب وضعها الصحّي. نحن نواصل دعم الشعب الإيراني الشجاع ونعمل مع العالم لمحاسبة النظام على انتهاكاته”.
Shocked and concerned about reports that Iran’s so-called morality police have assaulted 16-year-old Armita Geravand. We are following news of her condition. We continue to stand with the brave people of Iran and work with the world to hold the regime accountable for its abuses.
— Office of the Special Envoy for Iran (@USEnvoyIran) October 4, 2023
ووفقاً لمنظمة هينغاو غير الحكومية ومقرّها في النروج، فإنّ الفتاة أرميتا غاراواند البالغة من العمر 16 عاماً أصيبت بجروح خطرة خلال مشاجرة اندلعت بينها وبين شرطيات في شرطة الأخلاق في مترو الأنفاق بالعاصمة الإيرانية.
وأصبحت قضية هذه الفتاة محور نقاشات عديدة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تمّ تداول مقطع فيديو يظهر، بحسب البعض، الشابة التي بدا أنّها غير محجّبة تُدفع من قبل شرطيات إلى داخل قطار المترو، قبل أن تسقط أرضاً ويتمّ نقلها بعيداً من دون أن يتحرك جسمها الذي بدا أشبع بلوح خشبي.
وتنحدر الفتاة من مدينة كرمانشاه، في غرب البلاد ذي الأغلبية الكردية، وتعيش في طهران، بحسب هنغاو.
من جهتها طالبت “حقوق الإنسان الإيرانية”، وهي منظّمة غير حكومية مقرّها النروج إلى “تحقيق دولي مستقلّ” في هذه الواقعة، متّهمة طهران بأنّ لها “تاريخاً طويلاً من تشويه الحقائق وإخفاء الأدلّة على جرائمها”.
وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدّم إنّ “طهران تواصل مضايقة النساء وقمعهنّ بحجّة مكافحة انتهاكات الحجاب الإلزامي”.
وبحسب هذه المنظمة الأهليّة، فإنّ التلميذة تتلقّى العلاج في مستشفى الفجر بطهران في وحدة تخضع لإجراءات أمنية مشدّدة.
ونُشرت صورة للفتاة وهي ترقد في سرير مستشفى متّصلة بأنبوب معدي، ورأسها ورقبتها مغطيين بالضمادات.
وقالت هينغاو إنّ والديها أجريا داخل المستشفى مقابلة مع وسائل إعلام حكومية، مؤكّدة أنّ المقابلة جرت “تحت ضغط كبير” و”بحضور ضباط أمن رفيعي المستوى”.
على غرار مهسا أميني
وتذكّر هذه الواقعة بوفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر 2022 بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية انتهاكها قواعد اللباس الصارمة في طهران.
وفي تقريرها حول واقعة مترو الأنفاق، أوردت وكالة إيران للأنباء “إرنا” أنّ “تلميذة تبلغ 16 عاماً” أغمي عليها أثناء صعودها على متن القطار بسبب “انخفاض في ضغط الدم”.
ونفى الرئيس التنفيذي لمترو الأنفاق في طهران مسعود دوروستي وقوع أيّ “نزاع لفظي أو جسدي” بين الفتاة “وركاب المترو أو كوادره”.