شكوك كبيرة حول قدرتها على الاستمرار كمنشأة قائمة
يبدو أن منصة “تروث سوشيال” التي كان من المفترض أن تكون مفتاح عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من منفاه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصاً تويتر للتواصل مع متابعيه ومعجبيه، في طريقها إلى مقبرة الإنترنت.
فبعد أقل من عامين من إطلاقها، تُظهِر إفصاحات فيدرالية جديدة أن شركة تروث -مثل الكثير من شركات ترامب- خسرت مبلغا هائلا من المال بلغ 73 مليون دولار، وأنها تنجرف حتماً نحو الإفلاس، كما يبدو أن الشركاء التجاريين للموقع يشعرون بالقلق من عدم تمكنهم من تعويض خسائرهم في أي وقت قريب.
الكشف عن الأخبار المالية المحرجة تم في ملف لجنة الأوراق المالية والبورصات الذي قدمته شركة ديجيتال وورلد أكويزيشن كورب (DWAC)، وهي شركة استحواذ ذات أغراض خاصة تخطط للاندماج مع الشركة.
وفي 2022، حققت شركة “تروث سوشيال” إيرادات بقيمة 3.7 مليون دولار فقط منذ إطلاقها في الربع الأول من هذا العام، بينما حققت خسارة وصلت إلى 50 مليون دولار مع صافي مبيعات بلغ 1.4 مليون دولار فقط، كما خسرت 23 مليون دولار في النصف الأول من هذا العام، وبلغ صافي مبيعاتها 2.3 مليون دولار.
كما كشفت شركة محاسبة مستقلة تابعة لشركة “ترامب ميديا آند تكنولوجي غروب (TMTG) المالكة للمنصة أن الوضع المالي يثير شكوكا كبيرة حول قدرتها على الاستمرار كمنشأة قائمة، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وقالت شركة (TMTG) إنها تعتقد أنه قد يكون من الصعب جمع أموال إضافية من خلال مصادر التمويل التقليدية في ظل عدم إحراز تقدم ملموس نحو استكمال اندماجها مع ديجيتال وورلد”، وذكر الإفصاح أن الشركة ألغت -أيضا- وظائف عدة في مارس الماضي.
ومنذ انطلاق خدمتها يوم 21 فبراير 2022 عانت منصة “تروث سوشيال” من مشكلات استقطاب الجمهور، مما أدى إلى وجود قاعدة مستخدمين أقل من المتوقع، وكان ترامب قد أعلن عن إطلاق تطبيقه للتواصل الاجتماعي في أكتوبر2021 وقال إنه “سيواجه شركات التقنية الكبرى” مثل “تويتر” -إكس حاليا- و”فيسبوك” بعد حظر حساباته في السابق، بسبب دوره في حشد الجماهير في السادس من يناير 2022 لاقتحام الكونجرس اعتراضا على فوز جو بايدن بانتخابات الرئاسة، وبعد إدراجه على القائمة السوداء على شبكة الإنترنت الرئيسية، شرع ترامب في إطلاق موقعه الاجتماعي الخاص، والذي وعد رئيس الولايات المتحدة السابق بأنه سيكون ملاذاً “لحرية التعبير”.
ومن المفارقات أنه على الرغم من وعود ترامب ببيئة خالية من الرقابة، أظهرت دراسة نشرت في سبتمبر الماضي أن استراتيجية الإشراف على المحتوى الخاص بتروث سوشيال كانت أكثر شراسة من المواقع المنافسة الأخرى.
من هذا، يمكن للمرء بسهولة أن يستنتج أن الموقع لم يكن بمثابة ملاذ آمن لخطاب المستخدمين بقدر ما كان ملاذا آمنا لخطاب ترامب، حيث استخدم الملياردير الموقع بشكل دائم لشن هجمات لفظية مضطربة على أعدائه السياسيين والقانونيين، وهي الهجمات التي كان من المرجح أن تخضع للرقابة في مواقع أخرى.