إيران تمتلك نسبة عالية من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60%
في ظل الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل تواصل عدة دول تحقيق أهدافها في صمت وسط انشغال العالم خاصة تلك الأهداف غير المشروعة.
وأظهر تقرير لرويترز أن هناك احتمال لزيادة الأنشطة النووية الإيرانية وسط إجراء محادثات مطمورة منذ فترة طويلة مما قد يؤدي إلى إثارة التوترات في منطقة مشتعلة بالفعل. بسبب حرب غزة .
ومع أن الانتخابات الأمريكية المقررة العام المقبل ستحد من مجال المناورة أمام واشنطن، رسم 4 دبلوماسيين حاليين و3 دبلوماسيين سابقين صورة قاتمة للجهود الرامية إلى كبح البرنامج النووي الإيراني، الذي تقول تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إنه لا يزال يتقدم.
وتحدث الدبلوماسيون لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
ووفقا لأحد التقريرين السريين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اللذين اطلعت عليهما رويترز، تمتلك إيران الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60% وهي قريبة من درجة نقاء الأسلحة ومستوى تقول القوى الغربية إنه ليس له استخدام مدني بل ينتج ثلاثة أسلحة نووية.
ويبلغ نقاء اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة نحو 90%.
وتقول التقارير إن المخزون مستمر في النمو، على الرغم من نفي إيران المستمر رغبتها في الحصول على أسلحة نووية.
وبعد فشله في إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2018، ليس لدى الرئيس جو بايدن مجال الآن حتى للنظر في “تفاهم” غير رسمي للحد من النشاط النووي الإيراني في ظل صراع إقليمي وغضب وتوتر متصاعد.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير “هناك نوع من الشلل خاصة بين الأمريكيين، لأنهم لا يريدون صب الوقود على النار”، وأي مفاوضات للتوصل إلى “تفاهم” مع إيران ستتطلب من واشنطن تقديم تنازلات – مثل تخفيف نظام العقوبات الصارمة المفروضة على طهران – مقابل القيود الإيرانية.
ويبدو الآن أن مثل هذه الخطوة غير واردة بعد أن شنت حركة حماس الفلسطينية المدعومة من إيران هجومها المدمر في 7 أكتوبر على إسرائيل حليفة الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، شنت الميليشيات الإقليمية التابعة لإيران عشرات الهجمات على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق وسوريا، وفقًا للبنتاغون.
وفي الداخل، فإن إدارة بايدن مقيدة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي لم يبق عليها سوى عام واحد. ويمكن لترامب، الذي يبدو في الوقت الحالي أنه خصم بايدن على الأرجح، أن يستغل أي تعامل مع طهران ويصوره على أنه ضعف.
وقال روبرت أينهورن، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية إنه “في البيئة الحالية، ليس من الممكن سياسياً السعي إلى تسوية مع إيران بشأن القضية النووية”.
وقال “إن النقاش السياسي لن يدور في الواقع حول التفاوض مع إيران، بل سيكون حول مواجهة إيران”.
المماطلة الإيرانية
أظهرت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع أن إيران تحرز تقدما نوويا مطردا وأشارت إلى أن طهران تواصل عرقلة الوكالة في مراقبة عملها، ولم يتم احترام الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس لإعادة تركيب معدات المراقبة بما في ذلك كاميرات المراقبة، والتي تمت إزالتها العام الماضي بناء على طلب إيران، إلا جزئيا.
كما أن قرار طهران بإلغاء تصنيف بعض مفتشي الوكالة الأكثر خبرة في سبتمبر الماضي ـ وهو التحرك الذي يمنعهم فعلياً من العمل في إيران ـ كان سبباً في إثارة غضب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكانت القوى الغربية هددت في سبتمبر بإصدار قرار ملزم يأمر إيران بالعدول عن مسارها وهي واحدة من أقوى العقوبات في ترسانة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال 4 دبلوماسيين إن التوصل إلى قرار أصبح الآن غير مرجح لأنه من الضروري تجنب التصعيد الدبلوماسي والنووي مع إيران بينما يتركز الاهتمام على الصراع بين إسرائيل وحماس.
وقالوا إن التحرك الأقل إثارة، مثل إصدار بيان حازم غير ملزم، من شأنه أن يهدد باتخاذ إجراءات أكثر صرامة في الاجتماع القادم لمجلس الإدارة في مارس هو الأكثر ترجيحًا في الوقت الحالي.