دانيال هغاري هو المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يطل دانيال هغاري ببزته العسكرية كل مساء على الإسرائيليين ليروي لهم وقائع الحرب في غزة ويصبح واجهة للحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة حماس في القطاع.
يوميا، يتحدث هغاري وينقل رواية الجيش للعمليات التي ينفذها في قطاع غزة ضد حماس، وتتابعه الصحافة العالمية وملايين الإسرائيليين. خطاب مصور يستمر لنحو عشرين دقيقة تتبعه أسئلة صحافيين.
تسلط هذه المهمة الضوء على هغاري الذي خدم وقاد وحدة النخبة “شاييطت 13” البحرية، علما أنها واحدة من أكثر الوحدات سرية في الجيش الإسرائيلي، وتشتهر بعمليات مواجهة الإرهاب والتخريب.
يشغل الرجل (47 عاما) اليوم منصبا حساسا للغاية هو طمأنة الجمهور الإسرائيلي الذي يشعر بصدمة، وإقناع الرأي العام الدولي الذي بدأ يعرب عن قلقه إزاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بعد أن تعهدت إسرائيل بـ “القضاء” على حركة حماس.
أعلن هغاري في بداية الحرب للإسرائيليين أمورا غير متوقعة، أي ما حصل في جنوب البلاد قبل ذلك بساعات عندما قام مقاتلو حماس باختراق السياج الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة.
اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا بمعظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.
وتشنّ إسرائيل حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف، وبدأت عمليّات برّية منذ من 27 تشرين الأول/أكتوبر، ما تسبّب بمقتل 12 ألفا و300 شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وفق الأرقام الصادرة عن حكومة حماس. وبين القتلى أكثر من خمسة آلاف طفل و3300 امرأة.
ملء الفراغ
عندما تولى منصبه في آذار/مارس الماضي، حدد هغاري لنفسه هدفا يتمثل في “تعزيز ثقة الجمهور في الجيش الإسرائيلي وشرعيته الدولية”.
وفي إسرائيل، يبدو أنه حقق ذلك.
وبحسب دراسة نشرت مؤخرا أجرتها جامعة بار ايلان في تل أبيب، يرى 73,7% من المشاركين أن المتحدث باسم الجيش هو مصدر المعلومات الأكثر ثقة حول ما يحدث.
في المقابل، اختار أقل من 4% رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
رأى أستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب جيروم بوردون أن هغاري “يملأ فراغا” في إسرائيل .
وأوضح “عندما تنخفض قدرة الدولة على التواصل مع مواطنيها إلى لا شيء، لأن الدولة تعمل بشكل سيء للغاية، يصبح صوتا لمؤسسة لدى الإسرائيليين انطباع أنها متماسكة”.
ولكنه أشار الى “فجوة” بين كيفية تلقي رسائل هغاري في إسرائيل وتأثير ذلك على الساحة العالمية.
وتابع “الحجج التي تبدو صحيحة تماما هنا لا يتم تصديقها أو تبدو سخيفة بعض الشيء في الخارج”.
لم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب الحصول على تعليق من هغاري.
وتضم الإحاطات الصحافية المسائية لهغاري في العادة بعض الخرائط، وصور الأقمار الصناعية، والتسجيلات الصوتية، ومقاطع الفيديو وغيرها لدعم وجهة نظره.
ويصر هغاري على أنه يريد أن يظهر “لأعين العالم” أن حماس “تستخدم المستشفيات في غزة لإخفاء بنيتها التحتية الإرهابية” وهو ما تصر عليه إسرائيل، وأن ضربات إسرائيل التي قتلت أكثر من 12 ألف شخص في قطاع غزة هي مشروعة.
وظهر هغاري مؤخرا في قطاع غزة داخل قبو مستشفى في منطقة قتال، وأثار الجدل في مقطع الفيديو عندما أعلن العثور على قائمة لمقاتلي حماس الذين يحرسون الرهائن، ولكن عندما قامت الكاميرا بتكبير الصورة، تبين أنها كانت مجرد لائحة تواريخ بدون أي أسماء.