تحديات اقتصادية في انتظار خافيير ميلي
حقق المرشح الليبرالي خافيير ميلي مفاجأة كبيرة في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين الأحد، بحصوله على نحو 56 بالمئة من الأصوات وفق ما أظهرت نتائج جزئية رسمية.
وحصل منافسه وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا على نحو 44 بالمئة بعد فرز 86 بالمئة من الأصوات، وقد أقر بهزيمته قائلا إنه اتصل بميلي لتهنئته.
وتمنى الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا النجاح للإدارة الأرجنتينية الجديدة، وذلك في رسالة على موقع “إكس” لم يذكر فيها الفائز في انتخابات الأحد.
وكتب لولا “أتمنى حظا سعيدا ونجاحا للحكومة الجديدة. الأرجنتين بلد عظيم يستحق كل احترامنا. البرازيل ستكون دائما حاضرة للعمل مع إخواننا الأرجنتينيين”.
A democracia é a voz do povo, e ela deve ser sempre respeitada. Meus parabéns às instituições argentinas pela condução do processo eleitoral e ao povo argentino que participou da jornada eleitoral de forma ordeira e pacífica.
Desejo boa sorte e êxito ao novo governo. A…
— Lula (@LulaOficial) November 19, 2023
صوّت الأرجنتينيون الأحد في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية تنافس فيها الليبرالي ميلي والوسطي ماسا، وسط توترات نادرا ما عرفت البلاد لها مثيلا منذ عودة الحكم الديموقراطي قبل أربعين عاما.
وأغلقت مراكز الاقتراع الساعة السادسة مساء (21,00 ت غ) أمام 36 مليون ناخب.
وحَدّد التضخم وهو من أعلى المعدلات في العالم (143% خلال عام) والفقر الذي طال 40% من السكان رغم برامج الرعاية الاجتماعية، والديون المستعصية وتراجع قيمة العملة، معالم دورة الاقتراع التي يأمل الأرجنتينيون بأن تخرجهم من الأزمة الاقتصادية.
وبدت خطط إنعاش ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية متضاربة جدا.
الرجل الذي تم تشبيهه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والزعيم البرازيلي السابق جايير بولسونارو، خافيير مايلي، لم يتم اختباره.
وقد قوبل حديثه عن تقديم الدولار الأمريكي كعملة رسمية للبلاد بتصفيق من أنصاره. على الرغم من أن العديد من الاقتصاديين يتحدثون عن كارثة مالية.
بغض النظر عن ذلك، في بلد حيث يتجاوز معدل التضخم السنوي الآن 140%، ويعيش اثنان من كل خمسة أشخاص في فقر، فإن فوزه يثبت أن الأرجنتينيين سئموا من السياسة التقليدية والكوارث الاقتصادية.
من ناحيته، أقر وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا الأحد، بهزيمته في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين. معلنًا أن منافسه خافيير ميلي سيكون الرئيس المقبل.
وقال: “من الواضح أن النتائج لم تكن ما كنا نأمله، وتحدثت مع خافيير ميلي لتهنئته وأتمنى له التوفيق، لأنه الرئيس الذي انتخبته غالبية الأرجنتينيين للسنوات الأربع المقبلة”.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة سان مارتن غابريال فومارو أن ما “يؤثر الآن هو الرفض (لمرشح أو آخر) أكثر من الدعم” لأحدهما.
واعتبرت المحللة السياسية بيلين أماديو أن “ما يوحدنا ليس الحب، بل الخوف”، في اقتباس منقول عن الكاتب الأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخيس.
وتتعرض البلاد لضغوط من أجل ضبط الإنفاق وسداد قرض بقيمة 44 مليار دولار حصلت عليه عام 2018 من صندوق النقد الدولي بسبب التراجع الحاد في احتياطات النقد الأجنبي.
واعتبر ماريانو دلفينو (36 عاما) الأحد بعد أن صوّت “بلا قناعة” أنه “مهما حدث، لا نأمل بمستقبل جيد. نتوقع أن نتلقى ضربات”.
وما زاد توتر الوضع، تلميح معسكر ميلي في الأسابيع الأخيرة إلى محاولات تزوير، من دون تقديم شكوى رسمية.
ولقي ميلي ترحيبا في مركز الاقتراع حيث هتف ناخبون “الحرية، الحرية”، مؤكد أن معسكره “بخير، هادئ جدا، رغم حملة التخويف”.