روسيا بدأت غزوها أوكرانيا في فبراير 2022
اتهمت كييف السبت، روسيا بارتكاب جريمة حرب عبر إعدام جنود أوكرانيين أبدوا نيتهم الاستسلام.
وأظهر مقطع فيديو قصير نُشر على تلغرام رجلين يخرجان من ملجأ، أحدهما واضعا يديه فوق رأسه، قبل أن يلقيا بنفسيهما أرضا إلى جانب مجموعة أخرى من الجنود.
ويلي ذلك ما يبدو أنه إطلاق نار وانبعاث دخان قبل أن ينقطع الفيديو بشكل مفاجئ.
وبث هذا المقطع غير المؤرخ على شبكات التواصل الاجتماعي على أنه مصوّر بالقرب من مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا حيث يحتدم القتال.
خريطة توضح حدود أفدييفكا في شرق أوكرانيا
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد من موقع تصوير الفيديو أو صحته.
وندد مسؤول حقوق الإنسان في أوكرانيا دميترو لوبينيتس بالفيديو ووصف ما تضمنه بأنه “جريمة حرب”.
وكتب لوبينيتس على تلغرام “اليوم ظهر على الإنترنت مقطع فيديو لإعدام جنود أوكرانيين مستسلمين كأسرى على يد جنود روس. هذا انتهاك آخر لاتفاقيات جنيف وعدم احترام للقانون الإنساني الدولي”.
أضاف “الجانب الروسي يظهر وجهه الإرهابي مجددا”.
ولفت لوبينيتس الى أن الجنود الأوكرانيين “جُردوا من سلاحهم وكانوا رافعين أيديهم (…) ولم يشكلوا أي تهديد، وكان على الجانب الروسي اعتقالهم واعتبارهم أسرى حرب”.
وفي آذار/مارس، انتشر مقطع فيديو آخر على الانترنت يظهر قتل جندي أوكراني بالرصاص بعد هتافه “المجد لأوكرانيا”.
وفي ذلك الوقت، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن مكتبه وثق الكثير من انتهاكات القانون الإنساني الدولي ضد أسرى الحرب.
وشمل ذلك “العديد من عمليات الإعدام من دون محاكمات والهجمات التي تستهدف المدنيين” من جانب القوات الروسية والميليشيات التابعة لها مثل فاغنر، إضافة إلى “621 حالة اختفاء قسري واحتجاز تعسفي”.
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات الأوكرانية، مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين في ضربات روسية عدة على شرق البلاد، مؤكدة أيضا أن جيشها يواصل صد الهجمات الروسية “اليومية” في أفدييفكا.
وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية عبر تطبيق تلغرام إن مدنيا قتل في قصف على بلدة تشاسيف يار وأصيب اثنان آخران في توريتسك وبوغدانيفكا.
دونيتسك، حيث تقع هذه البلدات، هي واحدة من المناطق الأربع التي أعلنت روسيا ضمها عام 2022، إلى جانب خيرسون وزابوريجيا ولوغانسك.
ولا يسيطر الجيش الروسي عليها بشكل كامل، لكن القتال محتدم في أنحاء منها.
إلى ذلك، أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تنفذ هجمات “يومية” على أفدييفكا حيث كثفت ضغوطها في الأشهر الأخيرة.
وهي تحاول السيطرة على مصنع لفحم الكوك متاخم لشمال المدينة، وهو أكبر مصنع من نوعه في أوكرانيا، بحسب القوات الأوكرانية.
وقال الجيش الأوكراني إنه تمكن من “صد” الهجمات. يحاول الروس السيطرة على مدينة أفدييفكا الصناعية قرب دونيتسك منذ نحو شهرين. وتتواجد القوات الروسية في شرق وشمال وجنوب المدينة التي تضررت بناها التحتية إلى حد كبير، وباتت محاصرة بشكل شبه تام.
كما أشارت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إلى أن “عملية مقاومة” تم تنفيذها الجمعة في بلدة ميليتوبول الأوكرانية الخاضعة لسيطرة قوات موسكو، أسفرت عن مقتل “العديد من المحتلين الروس”.
وقالت إن العملية استهدفت أيضا “شاحنة صهريج للعدو، ما أدى إلى إخراج معدات عسكرية عن الخدمة”.
ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من هذه التقارير، لكن أوكرانيا تعلن بانتظام تنفيذ عمليات من هذا النوع في الأراضي المحتلة.
تكتسي مدينة ميليتوبول (جنوب) أهمية للجيش الروسي الذي احتلها بعد وقت قصير من بدء الغزو في شباط/فبراير 2022.