رئيس نادي الصحافة في لبنان لـ “أخبار الآن”: الكثير من القوانين الدولية التي تعني بحماية الصحافيين لا تطبق
ترتفع أعداد القتلى الصحافيين مع استمرار حرب غزة، وكان آخر ما تم الكشف عنه، هو مقتل صحافي الفيديو لدى رويترز عصام عبدالله في لبنان، واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن من “المهم” إجراء “تحقيق كامل ومعمّق” في القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتله، وإصابة 6 آخرين في 13 أكتوبر في جنوب لبنان.
وحول هذا الموضوع، تواصلت “أخبار الآن” مع بسام أبو زيد، رئيس نادي الصحافة في لبنان، للكشف عن أبعاد استهداف الصحافيين، وطرق حمايتهم، وأسباب الاعتداء عليهم.
وقال أبو زيد إن: “هناك تحميل واضح للمسؤولية على القوات الإسرائيلية في استهداف عصام عبدالله، ولابد من وجود الأدلة والبراهين، فيما أعتقد أنه كان استهدافًا متعمدًا”.
وأضاف رئيس نادي الصحافة في لبنان – ردًا على خطة الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحافيين -: “هناك الكثير من القوانين والإجراءات الدولية التي تعني بضرورة حماية الصحافيين، لكنْها لا تطبق خاصة في الحروب، فالصحافيون هم أول ضحايا الحروب الذين يسقطون، لأن معايير الحماية الخاصة بهم لا تُطبق بالفعل”.
وأشار أبو زيد في معرض حديثهإلى أن “مسألة حماية الصحافيين صعبة ومعقدة للغاية، ولابد من اتخاذ التدابير اللازمة من جانب الصحافيين لحماية أنفسهم أيضا”.
وعن تلك التدابير، قال: “على الصحافيين دراسة طبيعة الأرض، وأن يكونوا على دراية بتقدير المخاطر، كما لابد أن يكونوا بعيدين عن خط الجبهة، إذ بإمكانهم أن يحصل على المعلومات على بُعد 20 كم، باستخدام الوسائل التقنية”.
خطة الأمم المتحدة لحماية الصحافيين
وفي هذا السياق، نُسلط الضوء في هذا التقرير على خطة عمل الأمم المتحدة المفترضة، بشأن سلامة الصحافيين، فاستنادًا للمنظمة الأممية، تهدف الخطة إلى إتاحة بيئة حرة وآمنة للصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.
ففي عام 2012، وضعت الأمم المتحدة والجهات المشاركة والمتعددة من أصحاب المصلحة أول استراتيجية عالمية منهجية على الإطلاق لحماية الصحفيين، والتي تجمع بين هيئات الأمم المتحدة والسلطات الوطنية ووسائل الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني.
وتتناول خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب الجوانب الأساسية للوقاية والحماية والمقاضاة .
كانت الخطة نتيجة لعملية بدأت في عام 2010 بناءً على طلب برنامج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة الحكومي الدولي لتنمية الاتصالات.
ووافق عليها الرئيس التنفيذي للأمم المتحدة وتم إطلاقها في فيينا في الاجتماع الثاني المشترك بين وكالات الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين في نوفمبر 2012.
وتدعو الخطة إلى اتباع نهج شامل قائم على التحالفات في تنفيذها وتنسيقها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، بصفتها وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تعزيز التدفق الحر للمعلومات.
وتُركز الخطة الأممية على منع الهجمات وحماية الصحافيين المعرضين للخطر ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداءات على الصحافيين.
وفي هذا الصدد، نسقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة عملية استشارية لأصحاب المصلحة المتعددين، شملت المشاورات لجمع تجارب الشركاء في تعزيز سلامة الصحفيين.
رسائل مؤثرة
وفي ظل حرب غزة، التي دخلت أمس الخميس شهرها الثالث، كتب العديد من الصحافيين وصناع المحتوى، رسائل مؤثرة ترصد أوضاع القطاع الذي يتعرض لغارات إسرائيلية متواصلة منذ هجوم الـ 7 من أكتوبر.
ومن ناحيته، قال الصحافي من غزة، معتز عزايزة، عبر حسابه على موقع “إنستغرام”: “انتهت مرحلة المخاطرة لنقل الصورة وبدأت مرحلة محاولة النجاة”.
وفي المنشور نفسه، قال المصور الصحفي عزايزة : “القضية الآن قضية حياة أو موت. لقد نقلتُ بما فيه الكفاية. وأشهد الله أن ذلك كان لوجهه وخدمة لوطني”، معبرا عن يأسه عقب دخول الحرب مرحلة جديدة أعلن فيها الجيش الإسرائيلي عن توسيع عمليته البرية “لتشمل كل جزء من غزة”.