زيلينسكي: الجيش يريد تعبئة ما يصل إلى نصف مليون أوكراني
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء ان “لا أحد” يمكنه توقع موعد لانتهاء الحرب ضد روسيا، مع تأكيده ان الولايات المتحدة “لن تخون” بلاده رغم المؤشرات الى تراجع الدعم الغربي.
عقد زيلينسكي مؤتمرا صحافيا عرض فيه حصيلة عام صعب، طبعه إخفاق للهجوم الاوكراني المضاد وتردد غربي في مواصلة تقديم الدعم ومزيد من الضغط الروسي على الجبهة.
وأحجم زيلينسكي عن الادلاء بتكهنات حول الفترة التي سيستغرقها القتال.
واضاف “اعتقد ان لا احد يعلم الجواب”، حتى “قادتنا أو شركاؤنا الغربيون”.
تعبئة نصف مليون
وأعلن الرئيس زيلينسكي أن الجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في العثور على متطوعين، واقترح تعبئة “450 الفا الى 500 الف شخص” لمواصلة التصدي للغزو الروسي، لكنه أوضح انه لم يتخذ قرارا بعد.
وقال إن القيادة العسكرية اقترحت تعبئة 450 ألفا إلى 500 ألف شخص”، مؤكدا الحاجة الى “مزيد من الحجج التي تدعم هذه الفكرة” لانه “عدد كبير جدا”.
وأضاف “حين نتحدث عن تعبئة، علينا أن ندرك انه بالنسبة إلى جندي واحد، فان ستة مدنيين يعملون لتمويله، كيف نجد ثلاثة ملايين مساهم إضافي اعتبارا من كانون الثاني/يناير؟”.
ولاحظ زيلينسكي بناء على ذلك أن تعبئة مماثلة ستكون في كل الأحوال “موضوعا بالغ الحساسية”.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس ان بلاده تنشر 617 الف جندي في اوكرانيا، مستبعدا اطلاق حملة تعبئة جديدة.
عودة ترامب
الأسبوع الماضي، قام الرئيس الأوكراني بجولة دبلوماسية لإقناع الولايات المتحدة وأوروبا بمواصلة إرسال أسلحة وتمويل إلى أوكرانيا التي تتصدى للغزو الروسي منذ عامين تقريبا.
لكن غالبية في الكونغرس الأمريكي المنقسم حول مساعدة بقيمة 61 مليار دولار إضافية، لم تستجب له فيما فرض رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان حق النقض على مساعدة جديدة من الاتحاد الاوروبي.
نبه الرئيس الاوكراني الى أن عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض قد يكون لها “تأثير قوي” على الحرب في أوكرانيا، وذلك قبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال زيلينسكي: “اذا كانت سياسة الرئيس المقبل، أيا كان، مختلفة حيال اوكرانيا، اكثر فتورا، او اكثر اقتصادا، اعتقد ان هذه المؤشرات سيكون لها تأثير قوي جدا على مجريات الحرب”، لافتا الى ان ترامب في حال فوزه سيتبنى “على الارجح سياسة مختلفة” لان لديه “شخصية مختلفة” عن جو بايدن.
لكنه أمل بعدم تبدل الخطوط الكبرى للسياسة الرسمية لواشنطن على صعيد دعم كييف.
Tune in as I hold my year-end press conference in Kyiv. https://t.co/JBsBRqwAW7
— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) December 19, 2023
وأضاف “كل مسؤول لديه تأثير على مجتمعه وعلى ما تقوم به حكومته”.
وحذر زيلينسكي من ان تراجعا محتملا للمساعدة الأمريكية يمكن أن يؤثر على مساعدة الاتحاد الاوروبي، لكنه تدارك “أنا واثق بان الولايات المتحدة لن تخوننا، وبان ما اتفقنا عليه مع الولايات المتحدة سيتم احترامه”.
واذ أكد نيته لقاء رئيس الوزراء المجري “لايجاد حلول”، أعلن زيلينسكي ايضا أن كييف ستتلقى قريبا “العديد” من منظومات باتريوت الجديدة للدفاع الجوي، من دون ان يحدد عددها.
كذلك، أعلن أن أوكرانيا ستنتج “مليون طائرة مسيرة” لجيشها في 2024، علما ان هذه الطائرات تضطلع بدور رئيسي في الحرب ضد روسيا.
“انتصار” في البحر الاسود
ورغم خيبات الأمل، أشاد الرئيس الاوكراني بالنجاحات التي حققها جيشه، وخصوصا “انتصاره الكبير” في البحر الاسود في مواجهة روسيا، عبر تمكنه من إقامة ممر بحري لتصدير القمح خصوصا، في تحد للقصف الروسي والتفوق البحري لموسكو.
وأكد أن “هذا الامر يشكل جزءا من عمليتنا في الجنوب”.
واشار ايضا الى موافقة المجلس الاوروبي في كانون الاول/ديسمبر على بدء مفاوضات انضمام كييف الى الاتحاد، في خطوة تنطوي على دلالات رمزية مهمة. وقد عقد مؤتمره الصحافي امام شاشة حملت خارطة اوكرانيا وعلم الاتحاد الاوروبي.
لا حوار مع روسيا “المتغطرسة”
ورفض زيلينسكي أي احتمال تفاوض مع روسيا “المتغطرسة”، رغم الصعوبات التي يواجهها الجيش الاوكراني على الجبهة والضغوط المتنامية للقوات الروسية.
وقال: “اليوم، الأمر ليس في محله، لا أرى طلبا من جانب روسيا، لا أرى ذلك في افعالهم. لا أرى سوى الغطرسة والجريمة في خطابهم”.
وأقر مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الثلاثاء بان العالم “لا يبالي” بالنزاع في أوكرانيا رغم جرائم الحرب “المرتكبة بشكل أساسي” من قبل روسيا.
وزيلينسكي الذي واجه استياء متزايدا قبل بدء الحرب، يواجه أيضا تجددا للتوترات السياسية.
وأظهرت استطلاعات رأي أجريت في الآونة الأخيرة ان 62% من الاوكرانيين يثقون به مقابل 84% قبل سنة، حين كانت البلاد تحتفل بتحرير خيرسون، عاصمة المنطقة الجنوبية التي تحمل الاسم نفسه.
وفي مؤشر إلى الانقسامات السياسية، بدأ أوكرانيون بالتظاهر في الآونة الأخيرة في كييف مطالبين بمزيد من الأموال للمجهود الحربي.