الخزانة الأمريكية تعلن عقوبات على شبكة إيرانية تموّل الحوثيين
- 299 سفينة ذات قدرة على حمل 4.3 مليون حاوية غيرت مسارها أو تخطط لذلك
أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) فرد وثلاثة كيانات على لائحة العقوبات لمسؤولية هؤلاء عن تسهيل تدفق المساعدات المالية الإيرانية إلى الحوثيين وبالتالي تمويل أنشطتهم المزعزعة للاستقرار.
ومن بين المدرجين على قائمة العقوبات، رئيس جمعية الصرافين في صنعاء، وثلاثة محلات صرافة في اليمن وتركيا، بحيث سهّل هؤلاء الأشخاص تحويل ملايين الدولارات إلى الحوثيين بتوجيه من سعيد الجمل المدرج على قائمة الولايات المتحدة للعقوبات، والمنتسب إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بحسب بيان وزارة الخزانة الأمريكية إن هذا الإجراء “يؤكد عزمنا على تقييد التدفق غير المشروع للأموال إلى الحوثيين، الذين يواصلون شن هجمات خطيرة على الشحن الدولي ويخاطرون بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر”.
وأضاف: “ستواصل الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائنا وشركائنا، استهداف شبكات التسهيل الرئيسية التي تدعم الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الحوثيون ومؤيدوهم في إيران”.
مراكز الصيرفة تسهل الدعم الإيراني للحوثيين
تعتمد شبكة سعيد الجمل، المدرج على لائحة العقوبات، على مجموعة من مكاتب الصرافة المنتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط لتسهيل حركة الأموال الإيرانية إلى الشركات المالية المتحالفة مع الحوثيين في اليمن. ويتم تحويل هذه الأموال في نهاية المطاف إلى الحوثيين أو الشركات التابعة لهم الموجودة في جميع أنحاء المنطقة.
ومن بين الكيانات التي فرضت عليها العقوبات، شركة Al Aman Kargo Ithalat Ihracat Ve Nakliyat Limited Sirketi (الأمان)، مقرها تركيا والتي تعمل كممر للأموال التي يرسلها ممولو الحوثيين إلى الشركات التابعة للحوثيين في اليمن.
وقد قام الحرس الثوري الإيراني – فيلق القدس بإيداع ملايين الدولارات في شركة الأمان لشحنها إلى اليمن، حيث يتم إيداع الأموال في نهاية المطاف في حسابات شركة نابكو للصرافة والتحويلات المالية (نابكو)، وهي الشركة التي خلفت شركة الحدث المدرجة على لائحة العقوبات الأمريكية.
“نابكو” بقيادة نبيل علي أحمد الحدث (نبيل الحدث) رئيس جمعية الصرافين في مناطق سيطرة الحوثيين بصنعاء، تعمل كوسيط مالي لتحويل الأموال من وإلى اليمن وقد تلقت ملايين الدولارات بهذه الطريقة من الحرس الثوري الإيراني – فيلق القدس نيابة عن شبكة سعيد الجمل. وبالمثل، مرت ملايين الدولارات عبر حسابات نبيل في تركيا، والتي يتم إيداعها بعد ذلك في حسابات تابعة للحوثيين في اليمن. ويتم بعد ذلك تحويل هذه الأموال إلى ريالات يمنية من قبل شركة الروضة للصرافة وتحويل الأموال (الروضة) ومقرها اليمن، والتي يديرها الحوثيون، من أجل إخفاء هذه العملية.
ارتفاع الأسعار على وقع هجمات الحوثيين
تأتي العقوبات الأمريكية الجديدة على وقع هجمات الحوثيين المستمرة ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن، مما حد بشكل كبير من التدفق الحر للتجارة عبر المنطقة ومثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي. فمنذ أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بشكل متهور العديد من الصواريخ والمركبات الجوية بدون طيار على السفن التجارية التي تمر بالقرب من الساحل اليمني.
وبحسب آخر البيانات التي نشرتها وكالة بلومبرغ، فإن نصف أسطول سفن الحاويات الذي يعبر بانتظام البحر الأحمر وقناة السويس بات يتجنّب هذا المسار الآن بسبب التهديد بالهجمات.
وبحسب منصة Flexport Inc فإن 299 سفينة ذات قدرة على حمل 4.3 مليون حاوية قد غيرت مسارها أو تخطط لذلك. وهذا يمثل تقريباً ضعف العدد الذي ظهر منذ أسبوع ويعادل حوالي 18٪ من السعة العالمية.
ويمكن أن تستغرق الرحلات المحولة حول أفريقيا، عبر رأس الرجاء الصالح، فترة أطول بنسبة تصل إلى 25% مقارنة باستخدام طريق قناة السويس المختصر بين آسيا وأوروبا، وفقًا لـ Flexport. هذه الرحلات أكثر تكلفة وقد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين على كل شيء بدءًا من الأحذية الرياضية إلى الطعام إلى النفط إذا استمرت الرحلات الطويلة.