عام من الصراعات الداخلية والخارجية في إسرائيل
منذ السابع من أكتوبر 2023، ينشغل العالم في تفسير وفهم أبعاد الهجوم الذي نفّذته حماس على مناطق في غلاف غزة، مخلفة قتلى ودمار وآسرة ما يفوق عن الـ200 رهينة إسرائيلية.
في الداخل الإسرائيلي، تراشق المسؤولون الاتهامات وانقسمت الآراء بين من أعاد أسباب الهجوم إلى المعطيات الخارجية ولا سيما ما يحصل في الشرق الأوسط، وبين من اعتبر أن أسبابه ناجمة عن تداعيات داخلية وسياسية ناجمة عن تقصير الحكومة والاستخبارات والقابضين على مفاصل السلطة.
وقبل نهاية العام 2023، اعتبرت إحدى الصحف الإسرائيلية أن إسرائيل شهدت عاما من الصراعات الداخلية والخارجية.
ورأى أحد الكتاب العبريين أن العام 2023 كان الأكثر مصيرية بالنسبة لإسرائيل، مشيرا إلى أن صراعاتها الداخلية والخارجية كشفت وفاقمت التناقضات في قلب البلاد، وللمرة الأولى، نشأت شكوك كبيرة حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على الاستمرار في احتواء هذه التناقضات، كما يقول أنشيل فيفر في مقاله المنشور بصحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وتحت عنوان: “2023 أسوأ عام لإسرائيل على الإطلاق ولم ينته إلا بقليل من الأمل”، وصف فيفر العام المنصرم بـ”أسوأ عام في تاريخ” إسرائيل، حيث يشير إلى التهديد الذي واجه ديمقراطية إسرائيل الهشة والمحدودة.. عندما قدم ياريف ليفين برنامجه للإصلاح القضائي”، في أوائل العام الماضي وظل مخيما طيلة تسعة أشهر.
مسؤولة إسرائيلية تقدم اعتذارا علنيا وتعلن تحملها المسؤولية
وفي إطار التصريحات التي عزت هجوم حماس إلى التقصير والتأزم الحاصل داخل البيت الإسرائيلي، تحدثت غاليت ديستيل، العضو السابق في حكومة بنيامين نتنياهو عن مساهمتها في الصراع الداخلي في إسرائيل الذي سبق هجوم 7 أكتوبر 2023، بحسب ما ذكر موقع بوليتيكو.
وقدّمت المسؤولة الإسرائيلية السابقة اعتذارًا علنيًا نادرًا، في حين اعتُبر تصريح ديستيل، النائبة عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، إحدى المرات الأولى التي يتحمّل فيها أحد أعضاء الليكود المسؤولية عن الأجواء المنقسمة التي سبقت الهجوم الذي أشعل شرارة حرب مدمرة تستمر حتى الآن.
ويبدو أن ديستيل، مقتنعة بفكرة أن الانقسامات الداخلية الإسرائيلية خلقت تصورات بالضعف مما شجع حماس على الهجوم على إسرائيل.
وقالت للقناة 13 التلفزيونية: “أنا هنا أجلس وأقول لكم، لقد أخطأت في حقكم، وسببت لكم الألم، وسببت لكم الخوف على حياتكم هنا، وأنا آسفة على ذلك”.
وأضافت: كنت واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين تسببوا في إضعاف الدولة، وألحقوا الأذى بالناس. لقد خلقت انقساماً، وخلقت صدعاً، وخلقت التوتر. وهذا التوتر جلب الضعف. وهذا الضعف أدى إلى مذبحة من نواحٍ عديدة.